الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في كل مرة كنت أسمع صوت صفارة القطار وهو يمر من جوار مكتبي في حي الياسمين في مدينة الرياض، كنت أرفع رأسي وأطل من النافذة متسائلًا: متى سيتوقف هذا القطار من إصدار هذا الصوت، مع أنه لم يكن يحمل أحدًا من الركاب، بل كان يسير خاليًا. وكنت أسأل نفسي متى سأستطيع استخدام هذا القطار للوصول إلى منزلي. كنت أرى في المقابل الحافلات التي تسير أسفل محطة القطار ومعظم مقاعدها خالية من الركاب.
يوم الاحد المقبل، سوف يسير القطار كعادته في نفس مساراته، إلا أن صوت الصفارة سيكون إشعارًا للركاب الذين ينتظرون قدوم القطار والانتقال بواسطته إلى أي من المحطات القريبة. أخيرًا، سيتمكن سكان الرياض من التنقل باستخدام القطار، مما سيساهم في تخفيف حركة الزحام وزحمة السيارات التي أصبحت مسألة شاقة تتطلب قطع الطرقات مدة تتراوح بين ساعة وساعة ونصف. ومع وجود أكثر من 5 ملايين سيارة تسير في شوارع الرياض يوميًا، من المتوقع أن يقل عدد الرحلات بمقدار مليوني رحلة يوميًا بعد تشغيل مترو الرياض.
العاصمة السعودية تتأهب للإطلاق الرسمي الجزئي لمترو الرياض، عبر 3 مسارات في المرحلة الأولى، فيما سيتم افتتاح الثلاثة الأخرى منتصف ديسمبر. يتطلع مسؤولو قطاع النقل في السعودية، مع إطلاق أطول مترو بلا سائق في العالم، إلى توفير بدائل نقل عن المركبات وتحويل العاصمة السعودية إلى مركز للتجارة والأعمال مع تنويع اقتصادها. تشغيل القطار سيساهم في خفض مليوني رحلة بالسيارة يوميًا، مما يوفر أكثر من 60 مليون ريال يوميًا، أي ما يقارب مليار و800 مليون ريال شهريًا إذا اعتبرنا أن تكلفة الرحلة الواحدة تبلغ في المتوسط 30 ريالًا. بالإضافة إلى ذلك، سيوفر هذا التشغيل نحو 6 ملايين لتر من وقود السيارات يوميًا.
سيتم إطلاق مترو الرياض مع استخدام آلاف الخلايا الشمسية في محطاته ومستودعاته، مما سيساعد على توفير 20% من استهلاك الطاقة في التركيبات الكهربائية الرئيسية. كما سيتم افتتاح الخطوط الثلاثة من العروبة إلى البطحاء وطريق مطار الملك خالد ومحور تقاطع عبد الرحمن بن عوف والشيخ حسن بن حسين بالطاقة الكاملة. يأتي هذا الإنجاز بعد 12 عامًا من أول إعلان لإقرار المشروع في أبريل 2012، حينما أقر مجلس الوزراء السعودي تنفيذ مشروع النقل العام في الرياض وتخصيص لجنة عليا للإشراف على تنفيذه، رغم تحديات عديدة كان آخرها جائحة كورونا.
سيتم إطلاق المحطات الأخرى لطرق الملك عبد الله والمدينة المنورة والملك عبد العزيز في منتصف ديسمبر، لتعزيز الطاقة التشغيلية لمترو الرياض وتوسيع نطاقه في السنوات المقبلة لتخفيف الضغط على شوارع الرياض. وأُرسيت عقود مشروع مترو الرياض خلال 2013 على ثلاث ائتلافات عالمية بقيمة إجمالية بلغت نحو 84 مليار و400 مليون ريال.
تشير المصادر إلى أن أسعار التذاكر والباقات المخفضة لركاب المترو ستعلن خلال أيام، وأن الجهات المسؤولة حثت الشركة المشغلة لمترو الرياض على عرض أسعار تنافسية للتذاكر، لجذب أكبر قدر من الركاب، لمحاولة خفض الازدحام في العاصمة بنسبة تتراوح بين 20% و30%. يذكر أن المشروع يتضمن عدة مميزات مستدامة ويعزز خيارات النقل الصديقة للبيئة، حيث سيستخدم نظام المترو قطارات ومحطات موفرة للطاقة، إضافة إلى تقنيات مثل الكبح المتجدد لتقليل استهلاك الطاقة وتجهيز بعض المحطات بآلاف الألواح الشمسية، وستحصل كل محطة مترو على الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة. استكمال مترو الرياض جزءًا مهمًا من خطط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمضاعفة حجم المدينة وتحويلها إلى مركز أعمال دولي مع خفض الانبعاثات. النجاح في إطلاق مترو الرياض يعزز من تنافسية المدينة ويساهم في تحقيق أهداف رؤية 2030.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال