الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يسميها عشاقها “الساحرة المستديرة” وهي كذلك بالفعل اذا لعبت بطريقة تزيد فتنتهم فيها، وهذا “السحر” يرتفع سقفه عاما بعد عام مع تحسن مستويات لعب كرة القدم واحتياج كل لاعب او فريق الى مزيد من الابهار في التنظيم والأداء وبالتالي النتيجة.
اكبر مواعيد هذه الساحرة هو كأس العالم، اكبرها واهمها وأكثرها في إعطاء الدلائل التنموية والثقافية والاقتصادية قبل الدلالة الرياضية للبلد المستضيف والبلدان المشاركة وكأنها سوق عكاظ عالمي لا تلقى فيه القصائد والقصص ومرويات التاريخ بل تلتقي فيه ثقافات الشعوب وممثليها في معركة سلمية للإبداع والسحر داخل الملعب، وفي الحضور والمشاركة والسلوك في مدرجاته وخارجه.
هذه المرة سأسميها ” الساحرة المستديمة” وأكبر بطولاتها ستحظى بأن تكون في المملكة العربية السعودية التي رامت وتروم وستروم لنفسها والعالم الاستدامة، فاختارت ان يكون احد شعارات الاحتفاء بهذه الاستضافة ” معا ننمو” لأنها لا تخطط لنمو مؤقت او طارئ خلال العام 2034 وما قبله وما بعده بل انها ستصنع من المناسبة فرصة جديدة لاستدامة العوائد والنمو ضمن اهداف رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد وازدهاره عبر مجتمع حيوي ووطن طموح اعلن الأسبوع الماضي عن تحقيق احد طموحاته الرياضية .
نمو الجميع وازدهارهم هو وجهة نظر تطبقها المملكة فعليا وتؤكدها في أكثر من مناسبة بدءا من مشاركتها ومن ثم رئاستها مجموعة العشرين ومشاركاتها التي تلت، وليس انتهاء بمشاريعها في كل ملفات الاقتصاد العالمي، والبيئة، والمياه، والحضارة والتقدم الإنساني، حيث تصب مبادراتها وافعالها في كل محفل دولي او اجتماع منظمة اممية في هذه الاتجاهات واهم ما في هذه الثقافة السياسية السعودية انها تبدأ بنفسها قبل ان تنصح وتساعد غيرها.
المشاريع تحت التنفيذ وتلك التي ستتلاحق حتى العام 2034 ليست فقط لخدمة المناسبة وان كانت ستخدمها على اكمل وجه بل على وجه مبهر واستثنائي يؤكده ما قاله سمو ولي العهد الذي أكد “عزم المملكة الكبير بالمساهمة الفعّالة في تطوير لعبة كرة القدم حول العالم، ونشر رسائل المحبة والسلام والتسامح، متسلحة بقدراتها وإمكاناتها الكبيرة، علاوة على طاقات شعب المملكة وهممهم العالية لتحقيق الصعاب، والتي كان أحد ثمارها الفوز بملف استضافة كأس العالم بشكل رسمي”، هذه المشاريع بما فيها من بنى تحتية وفوقية ستكون دائمة النفع ومستديمة العوائد فالوصول الى تلك القمة الرياضية لا يعني التوقف عندها بل يعني ان ما سيأتي بعدها يشكل نفس الأهمية للاقتصاد والتنمية والسلام والمحبة للعالم التي سنستضيفه مرارا وتكرارا في اكثر من مناسبة رياضية وغير رياضية.
سيتعرف العالم علينا أكثر، وسيزداد عدد معجبي ومحبي تجربتنا التحولية التي ستكون حينئذ قد تجاوزت مستهدفاتها ووضعت مستهدفات جديدة لن تغفل فيها التنمية المستدامة للعالم الذي تود المملكة ان يلتفت الى السلام والبناء والرفاه لكل الشعوب حتى نصل الى مرحلة لا يشجع فيها أي انسان فريق بلاده وهو جائع، او لا يحصل على مياه نظيفة، او فرصة عادلة لحياة كريمة تحفظ حقوقه كإنسان.
نحمد الله على كل ما تحقق، ونسأله التوفيق في كل ما سيتحقق، ونشكر قائدنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين، وملهمنا وملهم العالم ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله – ، وهذا الشعب الشاب الطموح الذي سخر طاقته وهمته لرفعة بلاده.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال