الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لا ريب أن الشباب في كل أمة وفي كل مجتمع هم طلائع التغيير، وركائز البناء، وكلنا نعرف أن مرحلةَ الشباب هي مرحلةُ القوة والحيوية والنشاط، والطاقة والطموح المتوقد الوهَّاج، إنها مرحلةُ العطاء المثمر، وزمن الإبداع المزهر، وروضُ النضارة والقوّة ، وبستانُ اللياقة والفتوة.
ومن المؤكد أن كلَّ شاب منا يريد أن يكون ناجحًا في حياته، ويتمنى له أهلُه أن يصبح من أعلم أهل الأرض وأفضلهم وأكثرهم توفيقًا وسدادًا، ولكن ما هي بالضبط معايير النجاح ومقاييسه؟! وكثيرًا ما يتساءل الناس ويتهامسون فيما بينهم: من هو الشابُّ الناجحُ يا تُرى؟! وما هي مواصفاته؟! وكيف يصبح الشاب ناجحًا ومُلهمًا؟! وفي الواقع يمكننا القول: إن الشاب الناجح هو الذي يثق في نفسه وقدراته وإمكاناته، ويستطيع أن يخطط بكفاءة، ويعمل بمهارة حتى يحقق ما خطط له ويصل إلى هدفه وبغيته! والشاب الذي بلا طموح يكون كالشجرة التي لا تُزهر وبالتالي لا تُثمر ولا تنفع نفسها ولا مجتمعها!
وفي عالم يتغير بسرعة مذهلة، تتصدر العقول البشرية المشهد باعتبارها الركيزة الأساسية لبناء الأمم وتحقيق التقدم، وإذا كانت الموارد الطبيعية والاقتصادية عوامل مهمة للنمو، فإن الاستثمار في العقول هو المفتاح الحقيقي لصناعة مستقبل مستدام ومزدهر، وهنا في المملكة العربية السعودية، تتجسَّد هذه النظرة الطموحة من خلال رؤية المملكة 2030، التي وضعت الإنسان في صميم أهدافها، مع التركيز على تمكين الشباب، واستثمار طاقاتهم لتحقيق تطلعاتهم؛ لأن الشباب هم عدة المستقبل وعماد نجاحه.
إن الشباب هم القوة الدافعة والمحرك الأساسي للتغيير، وفي زمن تتزايد فيه التحديات العالمية، يُعد البحث عن الفرص الحقيقية السبيل الأكيد لتحقيق الأحلام والطموحات. اليوم تقدم المملكة العربية السعودية – بفضل الله – للشباب بيئةً مُحفِّزة مليئة بالإمكانات والعوامل التي تمكنهم من تحقيق الإبداع والابتكار، سواء في مجالات الدراسة والتعليم، أو ريادة الأعمال، أو العمل في القطاعات الجديدة التي تواكب التطورات العالمية الحديثة مثل التقنية، والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة.
وفي الواقع فإن رؤية 2030 ليست مجرد خطة اقتصادية وتنموية، بل هي دعوة للتميز والانطلاق نحو مستقبل يتجاوز حدود المألوف! وتدعو هذه الرؤية الطموحة الشباب السعودي ليكون جزءًا من رحلة بناء وطن لا يعرف المستحيل، كي يتبوَّأ مكانته المرموقة السامقة بين الأمم.
وهناك الكثير من البرامج الكثيرة التي صُممت للنهوض بالشباب، من خلال مشاريع ضخمة مثل “نيوم”، و”البحر الأحمر”، و”القدية” وغيرها حيث يتم تهيئة البيئة التي تُمكّن الأفراد من المساهمة بشكل إيجابي فعَّال في الاقتصاد المعرفي، وتحقيق قفزات نوعية على كافة الأصعدة.
فيا أيها الشباب! انطلقوا وقولوا للعالم كله نحن هنا في المملكة لنصنع المجد، فاليوم، العالم كله يراقب التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة، والجميع يرى في الشباب السعودي قوة واعدة قادرة بإذن الله تعالى على أن تصنع الفرق! وذلك من خلال الدأب والمثابرة والعمل الجاد الساعي إلى تحقيق التفوق والريادة والسبق في مجالات البحث العلمي، والابتكار، والصناعات المستقبلية الواعدة.
والمملكة العربية السعودية دولة فتيَّة شابة ولله الحمد، إذ تذكر الدراسات والأبحاث والمؤشرات الإحصائية أن 65% من المجتمع السعودي في سن الشباب، وأعمارهم تقل عن 35 سنة، وينبغي أن يكون شبابنا على قدر المسؤولية، ويؤكدون للعالم أننا أمة حية واعية لا تعرف المستحيل، أمة حدودها عنان السماء، كما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله تعالى.
في الواقع نحن الآن في أمسِّ الحاجة لأن نربيَ شبابنا تربيةً سوية متوازنة تتلازم فيها التربية الجسدية مع التربية الإيمانية والعقلية، فعندما تتم تربية النشء تربية صحيحة متكاملة تصفو أرواحهم, وتزكو نفوسهم وتستنير عقولهم، وتستقيم أخلاقهم، وتقوى أبدانهم، وذلك لارتباطهم الوثيق بالله تعالى، وبالقيم العليا التي تربوا عليها من التسامح والمحبة والإخاء.
والسؤال الآن هو: كيف يمكن للشباب تحقيق أحلامهم؟ الإجابة دون تردد عن طريق التعليم المستمر، هذا هو الأمر الأول؛ إذ إن استثمار الشباب في تعليمهم هو أحد أهم عوامل النجاح. فالعلم والمعرفة هما أدوات القوة في عالم اليوم، والأمر الثاني هو الابتكار والإبداع والبحث عن حلول جديدة للتحديات القائمة، والتفكير خارج الصندوق لتحقيق التميز، ثم ثالثا على الشباب استغلال الفرص المتاحة، سواء من خلال البرامج الوطنية أو المبادرات الحكومية، حيث توجد فرص لا حدود لها بانتظار الذي يستطيع اقتناصها، ثم من خلال التعاون والشراكات والعمل بروح الفريق الواحد، فهذا يعزز النجاح ويفتح أمام الشاب آفاقًا جديدة.
إن الاستثمار في العقول ليس خيارًا ورفاهية بل هو الآن ضرورة ملحة، وأمام الشباب السعودي اليوم فرصة ذهبية لتحقيق طموحاته وتقديم نموذج مشرف للوطن والعالم، ومع رؤية 2030 بات الطريق ممهدًا لصناعة مستقبل ينبض بالأمل والتفاؤل، فلنواصل العمل بلا كلل، ولنحلق عاليًا بأحلامنا من أجل وطن عظيم يستحق الأفضل دائمًا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال