الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بينما تبهرنا إمكانيات إنترنت الأشياء وتطبيقاتها المتنوعة، يظل هناك تحدٍ رئيسي يعيق انتشارها الكامل يتمثل بغياب لغة موحدة للتطبيقات. في هذا المقال، سنغوص في عمق هذه المشكلة ونحلل أهمية بروتوكولات الطبقة العليا لمستقبل إنترنت الأشياء.
لا أحد ينكر الدور الحيوي لحزمة بروتوكولات TCP/IP في ازدهار الإنترنت. فبفضلها، تتواصل الأجهزة والشبكات بسلاسة، وبفضل بروتوكولات الطبقة العليا، مثل HTTP و DNS، أصبح بإمكاننا تصفح الويب بسهولة والوصول إلى المعلومات بضغطة زر. فـ HTTP، على سبيل المثال، “يتحدث” مع خوادم المواقع لجلب المحتوى، بينما DNS يترجم أسماء النطاقات (مثل example.com) إلى عناوين IP التي تفهمها الأجهزة.
على عكس الإنترنت، يفتقر عالم إنترنت الأشياء إلى هذه اللغة الموحدة على مستوى التطبيقات. فبينما تركز بروتوكولات الطبقة الدنيا، مثل Zigbee و Z-Wave و LoRaWAN، على تمكين الاتصال بين الأجهزة، نجد نقصًا واضحًا في بروتوكولات الطبقة العليا التي تحدد كيفية تعامل التطبيقات مع البيانات وكيفية تفاعل المستخدمين معها.
تخيل أن كل شركة تصنع أجهزة ذكية تستخدم “لغة” خاصة بها. سيصعب على التطبيقات فهم هذه “اللغات” المتعددة، مما يعيق قابلية التشغيل البيني (Interoperability). هذا النقص في “القواعد” و”الكلمات” الموحدة يسبب تعقيدًا في تجربة المستخدم، ويحد من انتشار أجهزة إنترنت الأشياء على نطاق أوسع.
نعم هناك بعض المحاولات الجادة لتوحيد بروتوكولات الطبقة العليا، مثل MQTT و CoAP لكن، ما زال هذان البروتوكولان وغيرهما يفتقران إلى الانتشار الواسع والتبني الشامل من قبل الشركات المصنعة.
ما الذي نحتاجه مستقبلاً؟
نحتاج إلى ما هو أكثر من مجرد بروتوكولات اتصال. نحتاج حلول مختلفة منها:
بروتوكولات تعادل HTTP لإنترنت الأشياء: تمكن التطبيقات من “طلب” بيانات معينة من الأجهزة بطريقة موحدة، وتحدد كيفية التحكم بالأجهزة عن بعد. (على سبيل المثال: “احصل على درجة حرارة الغرفة” أو “أطفئ الضوء”).
نظام يعادل DNS لإنترنت الأشياء: يسهل على التطبيقات اكتشاف الأجهزة والخدمات المُتاحة في شبكة IoT بسهولة، ويمكنها من العثور على الأجهزة بأسماء سهلة بدلاً من عناوين IP معقدة.
توحيد كيفية ترميز البيانات: لضمان فهم التطبيقات للبيانات القادمة من مُختلف الأجهزة بغض النظر عن الشركة المصنعة.
إن توحيد بروتوكولات الطبقة العليا هو مفتاح إطلاق العنان للإمكانات الكاملة لإنترنت الأشياء. سيسهل ذلك تطوير التطبيقات، ويحسن تجربة المستخدم، ويمكن الأجهزة من التفاعل بسلاسة. ما أتوقعه هو أن نشهد في المستقبل القريب إما معيارًا موحدًا أو مجموعة محدودة من البروتوكولات المهيمنة التي ستُشكل “اللغة” المُشتركة للتطبيقات في عالم إنترنت الأشياء.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال