المستشار الآلي: مستقبل إدارة الاستثمار والمالية الشخصية

بداية، ما هو مفهوم “المستشار الآلي” في إدارة الاستثمار والمالية الشخصية أو ما يعرف باللغة الانجليزية بمصطلح:  Robo-Advisor..؟

اليوم، أصبح هناك العديد من المنصات الرقمية العالمية، مثل التي تملكها شركات  Betterment وWealthfront  وغيرها من الشركات، والتي تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لإدارة محافظ الاستثمار للأفراد بناء على أهدافهم المالية، من خلال توفير نصائح استثمار آلية وأتمتة إدارة الأصول.

ويُمكن للمستثمرين إنشاء حسابات على هذه المنصات، حيث يتم توجيههم خلال سلسلة من الأسئلة لتحديد أهدافهم المالية، ومدى القدرة على تحمل المخاطر، وما يتطلعون إليه في أفق الاستثمار.

ثم، وبناء على المعلومات التي يتم جمعها، يقوم المستشار الآلي ببناء محفظة شخصية مخصصة مثلى، تتكون عادة من فئات أصول متنوعة، بما في ذلك الأسهم والسندات وصناديق المؤشرات المتداولة ETFs  باستخدام استراتيجيات تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي. ويساعد إنشاء محافظ متنوعة عبر مختلف فئات الأصول والمناطق الجغرافية في تقليل المخاطر وزيادة إمكانية العوائد، حيث يمكن أن يعوض الأداء الجيد في سوق ما.. الأداء السيئ في سوق آخر.

وتكمن الجاذبية الرئيسية للمستشارين الآليين أيضا في قدرتهم على تقديم استراتيجيات استثمارية ذات مستوى احترافي دون وجود رسوم مرتفعة، وبالتالي تقديم الخدمات الآلية بتكلفة أقل مما هو متعارف عليه الأن، وغالبا ما تتراوح النسبة بين 0.25% و0.50% من الأصول المدارة، حسب ما قدرته بعض التقارير العالمية ذات الصلة.

ويقوم المستشارون الآليون أيضا بمراقبة المحافظ باستمرار وإجراء التعديلات حسب الحاجة. ثم بعد ذلك، يتم إعادة توازن الاستثمارات دوريا لضمان بقاء المحفظة متوافقة مع ملف المخاطر الخاص بالعميل وأهداف الاستثمار التي يطمح لها.  وعلى سبيل المثال، إذا تجاوزت بعض الأصول نسبة التخصيص المحددة، يمكن التنويه عن ذلك آليا وإعادة توجيه الأموال إلى القطاعات الأقل أداء للحفاظ على التنوع الأمثل.  وتوفر المراقبة الآلية والأتمتة الوقت البشري في المتابعة وإدارة المحافظ بشكل مستمر، وبالتالي يستطيع المستثمرون التركيز على أولويات أخرى.

ويُقدم بعض المستشارين الآليين خدمات تخطيط مالي إضافية مثل حاسبات تخطيط التقاعد، ومتتبعات أهداف الادخار، والموارد التعليمية، مما يوفر للمستخدمين نظرة شاملة على استقرار وضعهم المالي.

وعلى الرغم من المزايا العديدة التي يقدمها المستشار الآلي، إلا أن هناك بعض التحديات مثل عدم وجود التفاعل الشخصي واحيانا هناك عدم فهم لبعض تعقيدات الوضع المالي للفرد أو احتياجاته وفق ظروف الحياة ذات الصلة، كما قد يفعله المستشار البشري.

ولا تزال هذه التقنية الناشئة جديدة نسبيا، وبالتالي هي ما زالت تحت التقييم للتأكد من دقتها واستقرار المنصات التي يستخدمها الأفراد، خاصة مع وجود إمكانيات ضخمة تُمكن هذه المنصات من التنبؤ المستقبلي باتجاهات السوق، وكذلك التعرف على فرص الاستثمار المستقبلية. وبالتالي، فإن إمكانية تحسين تخصيص الأصول يعتمد بشكل كبير على وجود تحليلات تنبؤية عالية الدقة، وهو ما يتم تقييمه اليوم.

ولذلك، قد يفضل البعض استخدام نماذج استشارية هجينة، تجمع بين كفاءة المستشارين الآليين وإشراف المستشارين البشريين، للحصول على أفضل النتائج.