الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعتبر المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي تصدت للإرهاب بمختلف أشكاله، فقد سعت القيادة الرشيدة في مملكتنا الحبيبة إلى محاربة العنف والتطرف والإرهاب، لإيمانها بأن التنمية المستدامة هي نتاج الأمن والاستقرار. وسعت بكل إمكانياتها إلى إرساء دعائم السلام والأمن، وفتح الحوار، ومحاربة التطرف والتعصب، وقد نجحت في ذلك نجاحاً منقطع النظير، وأصبحت نموذجاً يُقتدى به دولياً في مكافحة الإرهاب والأفكار المتطرفة.
إلى جانب الأبعاد الأمنية والفكرية، يحمل “اعتدال” تأثيرات اقتصادية واضحة. فمحاربة التطرف تسهم في خلق بيئة استثمارية آمنة وجاذبة، مما يدعم التنمية المستدامة. وقد نجح المركز في تقليل المخاطر المرتبطة بالجماعات المتطرفة، مما عزز ثقة المستثمرين وأسهم في دعم الاقتصاد الوطني. على سبيل المثال، أدى استقرار الأمن إلى تحفيز السياحة واستقطاب الشركات العالمية لتنفيذ مشاريع ضخمة، في “نيوم” و”القدية”، التي تحتاج إلى بيئة مستقرة وآمنة للنجاح.
من خلال هذه الجهود، تمكنت المملكة من الحد من تأثيرات الفكر المتطرف على المجتمع، مما ساهم في تعزيز الاستقرار الداخلي ودعم التنمية المستدامة. البرامج التوعوية والمبادرات الأمنية لم تسهم فقط في تقليل احتمالات الانزلاق نحو العنف، بل ساعدت أيضًا في تعزيز الثقة بالسوق السعودية كوجهة اقتصادية جاذبة.
ثم جاء المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) لتأطير وتوحيد هذه الجهود، والذي تم تأسيسه في 21 مايو 2017. ويُعد ريادة عالمية في مكافحة الفكر المتطرف ومنصة متقدمة تهدف إلى مكافحة التطرف بجميع أشكاله ومظاهره. ويعتبر المركز نموذجًا رائدًا في توظيف التكنولوجيا والابتكار لمواجهة الفكر المتطرف وتعزيز قيم الاعتدال والتعايش.
إن رسالة المركز وأهدافه هي السعي إلى تحقيق أهداف شاملة تساهم في بناء مجتمع آمن وسلمي، ومن أبرز أهدافه: مكافحة التطرف الفكري حيث يركز المركز على كشف الأفكار المتطرفة وتحليلها ومواجهتها بأدوات علمية وفكرية فعالة. وكذلك العمل على تعزيز قيم التسامح والتعايش من خلال نشر ثقافة الحوار والاعتدال بين مختلف المجتمعات. كما يقدم المركز برامج توعوية تهدف إلى تثقيف الأفراد حول مخاطر التطرف وأثره السلبي على المجتمعات.
على المستوى التقني، يعتمد المركز على أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي لتحليل ملايين الرسائل الرقمية والأنماط السلوكية المرتبطة بالتطرف. ومن خلال منصات المراقبة الفورية، يتم رصد وتتبع المحتوى المتطرف على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل لحظي، مما يمنع استغلال الجماعات الإرهابية لهذه المنصات.
حقق مركز اعتدال عددًا من الإنجازات منذ تأسيسه، أبرزها تطوير برامج مبتكرة لرصد الفكر المتطرف، وتنفيذ حملات إعلامية توعوية ساهمت في تعزيز الوعي بمخاطر التطرف، والمساهمة في تفكيك شبكات ومنصات رقمية مرتبطة بالإرهاب. على الصعيد الرقمي، أزال “اعتدال” ملايين المحتويات المتطرفة بالتعاون مع منصات عالمية مثل “تيلجرام”، وأغلق مئات القنوات التي كانت تُستخدم لنشر العنف والتجنيد. هذه الجهود لم تُسهم فقط في تعزيز الأمن، بل أيضًا في حماية الأسواق الرقمية من استغلال التنظيمات الإرهابية، ما يعكس دوره في دعم الاقتصاد الرقمي العالمي.
إضافة إلى تعزيز الأمن والاستقرار، ساهمت جهود مركز “اعتدال” في إيجاد بيئة مشجعة للنمو الاقتصادي. فمكافحة التطرف تؤدي إلى تقليل التهديدات الأمنية، وتخلق مناخًا ملائمًا للاستثمار وتطوير البنية التحتية. على سبيل المثال، دعم استقرار الأسواق المحلية كان عاملًا أساسيًا في استقطاب شركات تقنية واستثمارية عالمية للاستثمار في المملكة، وهو ما يعزز أهداف رؤية السعودية 2030 في التحول نحو اقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة.
ختامًا:
يظل مركز “اعتدال” نموذجًا متميزًا في التصدي للتطرف والإرهاب من خلال استراتيجياته الفعّالة وأدواته المبتكرة. إضافة إلى دوره الأمني والفكري، يسهم المركز بشكل مباشر في تعزيز الاستقرار الاقتصادي من خلال خلق بيئة آمنة وجاذبة للاستثمار، مما يعزز التنمية المستدامة. بفضل جهوده في مكافحة التطرف، تواصل المملكة العربية السعودية ريادتها عالميًا في هذا المجال، مع دعم الأمن الفكري والاجتماعي والاقتصادي، واستثمار البيئة الآمنة في تعزيز نمو الاقتصاد الوطني.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال