أفكار مبتكرة وإمكانات غير مستغلة للذكاء الاصطناعي

استكشاف الفرص المتخصصة أو الفرص الخضراء لاستخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى حلول مبتكرة وتطبيقات رائدة، لم يتم تبنيها من قبل.  وفي هذا المقال، سوف أطرح بعض الأفكار الإبداعية التي أرى أنها قد تضيف قيمة كبيرة عند دراستها وتنفيذها.

بداية، هناك مجال كبير لتبني الذكاء الاصطناعي في مجال الحفاظ على التراث الثقافي، حيث من الممكن استخدام الذكاء الاصطناعي للتحليل و”للاستعادة الرقمية” للتحف والأعمال الفنية القديمة أو الأماكن التراثية التي تم هدمها عبر التاريخ أو خلال الحروب، مما يوفر رؤى حول الألوان والمواد الأصلية، أو حتى إعادة بناء بعض القطع المفقودة من خلال الدمج مع تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد (Technology: 3D Printing).  وبالتالي، يمكن أن يكون بعض التجارب التفاعلية التي تمكن من “استعادة” هذه التحف افتراضياً.

وهناك فكرة أخرى تدعم إدارة الحياة البرية في المدن باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يتم تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي لمراقبة وإدارة مجموعات الحياة البرية الحضرية، وكذلك تسهيل استراتيجيات التعايش البيئي في المدن للطيور والحيوانات الحضرية مثل الحمام والصقور والغزلان والنمور والخيول وغيرهم، من خلال تحليل أنماط معدلات الولادة والغذاء والتكاثر والتنبؤ بالتي قد تواجه خطر الانقراض خلال السنوات القادمة.

ومن الأفكار أيضا، تبني الذكاء الاصطناعي في علم النفس لتحليل البيانات السلوكية للسكان المتأثرين بالكوارث الطبيعية مثل الفيضانات أو الحرائق أو الزلازل أو الحروب وغيرها من المشكلات الكبرى، خاصة فئة الأطفال والمراهقين، وذلك لتطوير موارد الصحة العقلية المستهدفة، وتوفير دعم في الوقت الحقيقي وتعزيز مرونة أفراد المجتمع المتضرر في عمليات التعافي.

وبالإمكان أيضا التخصيص الديناميكي للموارد المجتمعية، حيث يقوم نظام الذكاء الاصطناعي بتقييم بيانات الصحة المجتمعية في الوقت الحقيقي، ويُحسن توزيع الموارد مثل مساعدات الغذاء، والرعاية الصحية، والتعليم استنادا إلى الاحتياجات الفورية والاتجاهات الطويلة الأمد المطلوبة.

وهناك أيضا مجال كبير للابتكار في مجال تعقب المخلفات الفضائية والحد منها باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث أنه من الممكن استكشاف قدرات الذكاء الاصطناعي في توقع حركة المخلفات الفضائية، وتصميم حلول إبداعية لمنعها، وتطوير أنظمة مستقلة لتجنبها وتنظيفها في الفضاء.

ومن خلال التركيز على هذه المجالات أو على مجالات مشابهة، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل إبداعي بطرق تعزز التطور، وتحافظ على الموارد، وتعزز التفاعلات، وتروج للاستدامة، وتضاعف الأثر الإيجابي للبشرية.