الثلاثاء, 15 أبريل 2025

قادة التعليم يجمعون على أهمية إعادة تعريف أهداف التعليم العالي ليكون أكثر ارتباطا بسوق العمل

واصل مؤتمر مبادرة القدرات البشرية في نسخته الثانية أعماله بجلسة حوارية بعنوان “من الإمكانات إلى التمكّن: إعادة تشكيل حدود وممارسات تنمية القدرات البشرية”، وذلك ضمن أعمال اليوم الأول من المؤتمر المنعقد في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض.

وشارك في الجلسة  الدكتورة إيناس بنت سليمان العيسىرئيسة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، و البروفيسور أندرياس كانغياليس رئيس جامعة نيوم، و الدكتور أحمد اليماني رئيس جامعة الأمير سلطان، وأستاذ الإستراتيجية وعميد برامج ماجستير إدارة الأعمال في كلية IMD للأعمال في سويسرا الدكتور عمر طولان، والبروفيسور فينتشينزو فينزي الرئيس والعميد في كلية ESSEC للأعمال في فرنسا.

وأجمع المشاركون على أهمية إعادة تعريف أهداف التعليم العالي ليكون أكثر ارتباطًا بالمجتمع وسوق العمل داعين إلى تبني نماذج تعليمية أكثر مرونة، وكسر الحواجز بين التخصصات، وقياس مخرجات التعليم من حيث توظيف الخريجين وجودة البرامج الأكاديمية، بما يسهم في نقل الطلاب من مرحلة الإمكانات إلى مرحلة التمكّن والتميز.

اقرأ المزيد

واستعرضت الدكتورة العيسى مفاهيم التحول من الإمكانات إلى التمكّن من خلال التجربة التعليمية في جامعة الأميرة نورة، مشيرة إلى أن الجامعة تتبنى هذا التحول بوصفه معيارًا يوميًا يُمارس في جميع البرامج الأكاديمية, مشيرة إلى مبادرة “X Factor” التي أطلقتها الجامعة بهدف تحفيز الكليات على إيجاد حلول مبتكرة لدمج المناهج الأكاديمية بسوق العمل.

وفي السياق ذاته، أشادت بتجربة كلية إدارة الأعمال التي أسهمت في تأسيس ثماني شركات طلابية يديرها تنفيذيون من القطاع الخاص بالشراكة مع أعضاء هيئة التدريس، إذ خصص 20% من التقييم الأكاديمي بناءً على أداء هذه الشركات.

من جانبه أوضح الدكتور اليماني أن جامعة الأمير سلطان طورت نموذجًا شاملًا يغطي مراحل “ما قبل التمكين، والتمكين، وإعادة التمكين”، من خلال برامج تحضيرية تركّز على بناء الشخصية والمهارات، يليها التدريب التعاوني الممتد لسبعة أشهر في سوق العمل، مؤكدًا أن أكثر من 90% من الطلاب يحصلون على عروض وظيفية بعد انتهاء البرنامج.

وتناول في حديثه مبادرة “التعليم من أجل التوظيف” الموجهة للخريجين غير العاملين، وتشمل برامج مكثفة للحصول على شهادات احترافية في مجالات مثل الأمن السيبراني والحوسبة السحابية، بالتعاون مع شركات محلية، حيث يحصل المتدربون على وظائف مضمونة عند اجتياز البرنامج.

بدوره استعرض البروفيسور أندرياس كانغياليس تجربة جامعة نيوم، مؤكدًا أن التعليم المستقبلي يتطلب إزالة الحواجز بين التخصصات وتطوير منهج مشترك لجميع الطلاب يدمج الإنسانيات والعلوم والتقنية وريادة الأعمال. وأشار إلى أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي أداة لتعزيز الذكاء البشري وليس استبداله، موضحًا أن الجامعة تعمل بشراكة وثيقة مع القطاع الخاص عبر أكاديمية المواهب في نيوم لتوفير التدريب التطبيقي بالتكامل مع التعليم الأكاديمي، إلى جانب توسيع فرص الشراكات الدولية لتوفير تعليم عابر للحدود.

من جهته شدد الدكتور عمر طولان على أهمية التركيز على “المهارات العرضية” في التعليم، التي تشمل التفكير المنظومي، والتحليل النقدي، وصياغة الأسئلة، وبناء الحضور الإستراتيجي، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يفرض تحولًا في طريقة التعليم ويتطلب استخدام أدوات تقييم ذكية لتقديم تغذية راجعة دقيقة للطلبة في المهارات غير الأكاديمية.

وأوضح البروفيسور فينتشينزو فينزي أن برامج التعليم العالي يجب أن تتجاوز تقديم المحتوى نحو بناء مسارات تعلم مستمرة وشاملة تشرك القطاعين العام والخاص في تصميم البرامج.

ولفت النظر إلى أهمية تعليم الطلبة “لغات المستقبل” مثل التقنية والاستدامة وريادة الأعمال، مشددًا على أن سرعة الابتكار تتطلب من المؤسسات التعليمية الاستجابة بسرعة أكبر، وتوفير نماذج تعليمية مرنة قائمة على التجريب والتكامل بين الخبرة الأكاديمية والتطبيق العملي.

وفي ختام الجلسة،

 

ذات صلة



المقالات