الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ما أن انتهينا من شعار نقل التقنية لتبرير استهلاكنا الصناعي حتى بدأنا بشعار اخر هو الثورة الصناعية الرابعة لنستمر بنفس النهج من إنفاق الأموال لإستيراد المعدات والالات معتقدين ان ذلك يعتبر انجازا.
مع ثورة اسعار النفط في فترة السبعينيات ووفرة السيولة النقدية وبدلا من توجيه تلك الأموال لتعزيز الانتاج المحلي والاعتماد على ايجاد صناعة محلية تلبي الطلب للطفرة الجديدة ظهرت في منطقة الخليج شعار نقل التقنية او نقل التكنولوجيا من خلال شراء الآلات والتقنيات من الخارج ، وغرس في الاذهان ان شراء الالات والتقنية من الخارج هي الخطوة الاولى لنقل التقنية محلياً وتملكها والبدء بتصنيعها محلياً.
في تلك الفترة كانت كوريا دولة صيادي سمك والصين بلد الفلاحيين و تجتاحها المجاعة.
لكن في كلا البلدين بدأوا بالاعتماد على الصناعة المحلية لتعزيز محتواهم المحلي.
كوريا بدأت بصناعة سفن الصيد وانتقلت الى السفن العملاقة، والصين بدأت بصناعة الالة الزراعية بعدما غير ماو جميع مفاهيم الشيوعية للتوافق مع هدفهم الجديد.
وبقية القصة يعرفها الجميع لكوريا والصين لكن في منطقتنا استمر مبدأ شراء التقنية من الخارج وكأن التقنية حساء معلب يمكن نقله،
بعد عقود من الزمن، وبعدما اصبح شعار نقل التقنية لا يقنع احدا ولا يبرر الإنفاق المالي الكبير للإستيراد من الخارج ، انتهى مصطلح نقل التقنية من فوق ألسنة المسؤولين والكُتاب والصحافة لينتشر مفهوم اخر هو الثورة الصناعية الرابعة وهو امتداد لشعار نقل التقنية ولكن بصياغة حديثة، يعزز فكرة استهلاك التقنيات من الخارج ونقلها للداخل ويعطي انطباعات و اهماً بأن ذلك سوف يدخلنا ضمن ثورات صناعية جديدة.
ظهر مفهوم الثورة الصناعية الرابعة في المملكة رسمياً علي لسان وزير الطاقة لدينا و وُثق في برنامج ندلب للتطوير الصناعي قبل عامين .
ولا انصح احد بالرجوع والبحث عن مصطلح الثورة الصناعية الرابعة ، لانه لا تعريف له ثابت وهو مجرد فكرة لرجل اعمال الماني يدعى كلاوس شوب ظهرت عام ٢٠١٤م و يصف فيها تطور الصناعة الألمانية بالجيل الرابع من الصناعة ويشجع العالم على استهلاكها.
ولا يعنيني تصنيف الثورات الصناعية اولى او عاشرة ما يهمني هو الى متى و وزارة الصناعة لدينا لا تعيد صياغة استراتيجية الصناعة وفق التصحيح الاقتصادي الذي جاءت بها الرؤية .
رؤيتنا رؤية ٢٠٣٠ هي من ستحدث الثورة الصناعية الجديدة عندما اطلقت برنامج المحتوى المحلي، الصناعة التي ستوفر وظائف للمواطنين وتفجر المنافسة بين افراد المجتمع لتسجيل لها اسما في خارطة المستقبل .
فمن هذه الارض انطلقت اكبر ثورة صناعية غيرت البشرية وما زالت تغير وهي ثورة اكتشاف الحديد واستخدامه.
لا يهمني تصنيف البريطانيون عندما حاولوا تعزيز امجادهم في القرن الثامن عشر وارجعوا الثورة الصناعية الأولى لإختراعهم الالة البخارية.
ولا يهمني محاولة الألمان في تسويق منتجاتهم على انها ثورة صناعية رابعة .
ثورتنا الصناعية سنكتب قصتها من هذه الارض ليس لدي شك بقدرة الإرادة السعودية وهي تسير مؤمنة خلف قائدها بتحقيق المستحيل .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال