الثلاثاء, 22 أبريل 2025

ضمن زيارة رئيس وزراء الهند للمملكة ولقائه ولي العهد

مشاورات بين الرياض ونيودلهي حول أحداث المنطقة واستقرار أسواق النفط العالمية والمؤامة بين رؤيتي 2030 و2047

اعتبر مراقبون في المملكة والهند أن زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للمملكة تعكس تقدير الحكومة الهندية للأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ومكانة المملكة السياسية والاقتصادية، وثقلها ودورها المحوري على المستوى الدولي، وحرص قيادات الدول الكبرى على التشاور حول مستجدات الأحداث إقليمياً ودولياً. وتربط المملكة والهند علاقات تاريخية وطيدة، عملا على تطويرها للوصول لمستوى الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والتجارية.

وتعد الهند ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة، بينما تعد المملكة خامس أكبر شريك تجاري للهند، وثاني أكبر مورد للنفط لها، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2024 نحو 39.9 مليار دولار. كما برزت الجالية الهندية في المملكة كمصدر رئيس للتحويلات الأجنبية في الهند. ويعد مجال الطاقة من أهم ركائز الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والهند، وتتوافق مواقف البلدين بشأن أهمية دعم استقرار أسواق النفط العالمية، وضمان أمن إمدادات مصادر الطاقة في الأسواق العالمية. وتلتزم المملكة بكونها الشريك والمصدر الموثوق لإمدادات النفط الخام للهند.

ومع حجم الفرص بين البلدين، بادرت عدد من الشركات السعودية الكبرى إلى تنفيذ مشاريع والدخول في شراكات استثمارية في الهند، ومن أبرزها شركات أرامكو ، وسابك، والزامل، وإي هوليديز، ومجموعة البترجي، وبلغت قيمة الاستثمارات السعودية في الهند 10 مليارات دولار. وأسهمت البيئة الاستثمارية في المملكة في جذب الاستثمارات الهندية، حيث تشير بيانات وزارة الاستثمار إلى أن رصيد الاستثمارات الهندية المباشرة في المملكة بلغ 4 مليارات دولار في 2023، مقارنة بنحو 2.39 مليار دولار عام 2022، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 39%.

اقرأ المزيد

وتنزامن زيارة رئيس الوزراء الهندي للمملكة ولقائه ولي العهد مع ما تشهده المنطقة من تطورات، مما يستوجب التشاور وتنسيق الجهود بين قيادتي البلدين، بما يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، لاسيما ما يتعلق بأمن التجارة الدولية والطاقة، وغيرها من القضايا المشتركة.

وتمثل زيارة ولي العهد إلى الهند عام 2019 نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، حيث أُعلن خلالها عن تأسيس مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي – الهندي برئاسة ولي العهد ودولة رئيس الوزراء الهندي، وبتمثيل وزاري واسع يغطي كافة مجالات التعاون بين البلدين. وأسهم تأسيس مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي – الهندي، وانعقاد دورته الأولى في الهند، على هامش قمة العشرين عام 2023 برئاسة ولي العهد ورئيس الوزراء الهندي، في تطوير التعاون بين البلدين في شتى المجالات. ويعمل البلدان معاً على مواءمة رؤية المملكة 2030 وبرامجها التنفيذية، مع رؤية الهند المتقدمة 2047، ومبادراتها الرائدة: “اصنع في الهند” و”ابدأ من الهند” و”المدن الذكية” و”الهند النظيفة” و”الهند الرقمية”.

 

ذات صلة



المقالات