الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
انطلقت اليوم أعمال الندوة الثانية حول “مسارات خفض الانبعاثات الكربونية في الصناعات البترولية اللاحقة”، التي تنظمها منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، برعاية وزارة الطاقة، ويأتي ذلك امتدادًا لنجاح النسخة الأولى التي عُقدت في العاصمة الرياض عام 2024.
شهدت الندوة في نسختها الثانية، مشاركة واسعة من الدول الأعضاء في أوابك، إلى جانب عددًا من المنظمات والهيئات الدولية، إضافة إلى أكثر من 15 شركة عالمية متخصصة في تقنيات خفض الانبعاثات الكربونية، ونحو عشرين دولة عربية وأجنبية، وبحضور ما يقارب 140 مشاركًا من الخبراء والمهتمين، وسيعرض خلال الفعاليات نحو 23 ورقة عمل فنية تستعرض أحدث التطورات في هذا المجال الحيوي.
افتتح الندوة المهندس خالد المهيد وكيل الاستدامة والتغير المناخي، في وزارة الطاقة، وفي بداية كلمته هنأ الامانة العامة للمنظمة على التطورات التي شهدتها، حيث أشار إلى أن إعلانها عن تغيير اسمها لمنظمة الطاقة العربية، عكس الرؤية المتطورة للمنظمة، بأن تركز في عملها القادم على جميع مصادر الطاقة، بما يخدم احتياجات التنمية لدول المنطقة ويتناسب مع ظروفها المختلفة.
وأكد أن تبني استراتيجيات خفض الكربون العميقة، تسهم في تعزيز استدامة العمليات وتحقق التوازن بين أمن الطاقة، واحتياجات التنمية، وحماية البيئة، مضيفًا إلى أن منتدى الطاقة العالمي يدعو الدول المنتجة والمستهلكة إلى التركيز على حلول إدارة الكربون، واتخاذ نهج متكامل لمواجهة المعضلة الثلاثية للطاقة.
وبالإشارة إلى قرب انعقاد مؤتمر الأطراف للمناخ في دورته الثلاثين (COP30)، أكد على أهمية تطوير العمل العربي المشترك حول المناخ وتعزيز جهود التحول من التفاوض إلى التعاون المناخي. كما شدد على أهمية الاستناد على المخرجات العلمية التي تؤكد على الدور الهام لتطبيق كافة تقنيات الطاقة النظيفة للوصول لطموح الحياد الصفري.
وأكد المهندس جمال عيسى اللوغاني الأمين العام لمنظمة أوابك، في كلمته الافتتاحية الدور المحوري لوزارة الطاقة في المملكة العربية السعودية، وتوجيهات الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الطاقة، التي كان لها الأثر الكبير في نجاح النسخة الأولى من الندوة، وتمهيد الطريق لانعقاد النسخة الثانية منها، بما يخدم تعزيز الحوار العربي والدولي حول استراتيجيات خفض الانبعاثات في مختلف الجوانب الفنية والتقنية.
ونوه اللوغاني، على أن انعقاد هذه الندوة يأتي في وقت يواجه في قطاع النفط والغاز عدد من التحديات البيئية، مضيفًا إلى أن دول الأعضاء في المنظمة، تواصل جهودها للانتقال إلى اقتصاد منخفض الانبعاثات، من خلال الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، والتقاط وتخزين الكربون وإعادة استخدامه، ، وتحسين كفاءة العمليات، مشيدًا بمبادرات المملكة الريادية، مثل مبادرتي السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر، بالإضافة إلى مشروع “الريادة” لاحتجاز الكربون في دولة الإمارات، ومشاريع مماثلة في الجزائر والكويت وقطر، والعراق، ومصر، والبحرين.
من جهته أشار الدكتور محمد بن عيد السريحي رئيس المجلس العربي للإبداع والابتكار وعضو الأمانة العامة للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، إلى دور المجلس في تعزيز مساهمة الابتكار والإبداع في خفض الانبعاثات الكربونية، مشددًا على أهمية تفعيل دور جمعيات البيئة والثقافة في التوعية المجتمعية، وربط الابتكار بالحلول الصناعية المناسبة، بما يخدم المجتمع ويسهم في تطوير صناعة النفط والغاز نحو مستقبل أكثر استدامة.
بدوره قال الدكتور علي السماوي كبير محللي الطاقة ممثلاً عن المهندس جمال الشيراوي الأمين العام لمنتدى الطاقة العالمي (IEF)، إن العالم يواجه تحديات غير مسبوقة في مجال إزالة الكربون في جميع القطاعات الصناعية ، لا سيما قطاع الصناعات البترولية اللاحقة.
وأشار إلى أن نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وأسواق الكربون، واستخدام الذكاء الاصطناعي لرفع كفاءة الطاقة، وتطبيق تقنيات احتجاز واستخدام وتخزين الكربون (CCUS)، كلها أدوات رئيسية لتحقيق التحول المنشود، وفتح آفاق أمام المستثمرين والمبتكرين لتحويل التحديات المناخية إلى مزايا تنافسية وفرص تنموية.
الجدير بالذكر أن تنظيم هذه الندوة يعكس التزام منظمة أوابك بتعزيز التنمية المستدامة في قطاعي النفط والغاز، ويدعم التعاون العربي المشترك، ويزيد من فرص التعاون والدولي، لإيجاد حلول واقعية تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية، مع الحفاظ على الدور الإستراتيجي للموارد الهيدروكربونية في استمرار تلبية الطلب العالمي على الطاقة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال