الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
وقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب في منتدى الاستثمار السعودي – الأمريكي وسط ضجيج السياسة ومصالح الأسواق، ليقول ما يشبه الشهادة لا المجاملة: «لا أحد مثل الأمير محمد بن سلمان»، هذه الجملة التي اختزلت مواقف، وعبّرت عن إدراك غربي حقيقي لحجم التحوّل الذي تقوده الرياض بشابٍ يرى في المستقبل وطنًا يجب بناؤه لا انتظاره.
لم تكن تلك الكلمات بروتوكولية، ولا صدى لحلف استراتيجي قديم، وإنما اعتراف مباشر من أكثر الرؤساء الأميركيين صخبًا بأن القوة الجديدة في الخليج لم تعد مجرد ثقل نفطي، وإنما عقلٌ يدير، ويدٌ تعمل، وطموحٌ لا تحدّه الخرائط.
لم يظهر سمو سيدي ولي العهد على مسرح السياسة بظل، وإنما حضر بمشروع، ولم يكتفِ بتحديث المؤسسات، إنما قرر إعادة تعريفها، ورأى أن النفط رغم أهميته، لا يكفي وحده ليحمل دولة بحجم المملكة، فشقّ طريقًا نحو اقتصاد متنوع، يزرع في الرمل المصانع، ويحوّل المدن إلى منصات عالمية، ويتحدث إلى الأسواق بلغة المستثمر لا المورّد.
حين يتحدث عن أرامكو، تسمع صوت الرؤية لا صوت البرميل، وحين يستعرض مشاريع نيوم والقدية لا تشعر أنك أمام مسؤولٍ يحصي الإنجازات، وإنما أمام مؤسس يتنفس الزمن القادم كأنه واقع لا ينتظر.
ترمب وهو يعدد صفات الأمير الشاب، لم يكن يبالغ بقدر ما كان يحاول مجاراة إيقاعٍ لم يألفه في زعماء الشرق الأوسط قال إن الأمير «لا يشبه أحدًا» ولم يكن يقصد الشكل بالطبع، وإنما العمق. فعهد الأمير محمد بن سلمان لم يُبْنَ على مقارنات، إنما على مفاجآت. كل قطاع بات مسرحًا للتغيير، وكل وزارة صارت ورشة إصلاح، وكل رقم في الميزانية صار فرصة لا عبئًا.
وما يلفت أكثر أن هذا التحوّل لم يكن ارتجالًا، فعلى العكس تسير السعودية الآن وفق أجندة دقيقة، تمسك بتفاصيلها قيادة تعرف تمامًا ما تريد، وتعرف أيضًا أنها في سباق مع الزمن لا مع الآخرين، ولذلك لم تقف المملكة عند حد الاستثمارات، بل امتدت إلى الفضاء، والتقنية، والذكاء الاصطناعي، والرياضة، والسياحة، والتعليم.
من النادر أن ترى مشروعًا وطنيًا بهذه الشمولية يقوده شخص واحد بهذه الحماسة، ومع ذلك لا يتحدث سموه كثيرًا، ولا يظهر كل يوم، لأنه يعرف أن الأثر لا يصنعه الظهور، وإنما الإنجاز، وفي كل مرة يسافر فيها، لا يسافر وحده، إنما ترافقه أجندة مليئة بالاتفاقيات، والرؤى، والتحالفات النوعية.
هكذا تبدو السعودية اليوم: دولة تُدار برؤية لا بردود أفعال، بقيادة ولي عهد يعرف العالم جيدًا، ويعرف أيضًا أن العالم بدأ يتعرّف على السعودية من خلاله، وفي هذا المنتدى الذي شغل العالم قبل أيام وحين ترددت كلمات ترامب في القاعة: «لا أحد مثل محمد بن سلمان»، لم تكن المجاملة هي الصدى، وإنما كانت الحقيقة هي الصمت الذي تلاها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال