الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مع تسارع التحول الرقمي عالمياً، بدأت العملات الرقمية تفرض نفسها كلاعب رئيسي في الساحة الاقتصادية.
وفي المملكة العربية السعودية، التي تسعى إلى تحقيق رؤيتها الطموحة، يظهر اهتمام متزايد بهذه العملات كأداة لدعم الابتكار المالي وتنويع مصادر الدخل.
الموقف الرسمي والتنظيمي
رغم الشعبية المتزايدة للعملات الرقمية بين المستثمرين الشباب في المملكة، إلا أن الجهات الرسمية مثل البنك المركزي السعودي (ساما) كانت تحذر من المخاطر المرتبطة بها مثل التقلبات الحادة والاحتيال.
ومع ذلك، أطلقت السعودية بالتعاون مع الإمارات مشروع “عابر”، وهو عملة رقمية تجريبية تهدف إلى تسهيل التحويلات المالية عبر الحدود باستخدام تقنية البلوك تشين، ما يعكس إدراكاً رسمياً لأهمية هذه التكنولوجيا.
الأثر الاقتصادي
من الناحية الاقتصادية، تحمل العملات الرقمية إمكانيات كبيرة لدعم الاقتصاد السعودي عبر تحسين الكفاءة المالية وتقليل التكاليف المرتبطة بالتحويلات التقليدية، بالإضافةً إلى ذلك تحفيز الابتكار عن طريق جذب شركات التكنولوجيا المالية (FinTech) العالمية والإقليمية وتعزيز الشمول المالي الذي يتمثل في تمكين الأفراد الذين لا يملكون حسابات مصرفية من المشاركة في الأنشطة الاقتصادية.
ولكن، التبني الواسع يحتاج إلى بنية تحتية تشريعية قوية لضمان حماية المستثمرين وضبط السوق، فالتحديات المستقبلية أمام السعودية تكمن في وضع إطار تنظيمي واضح ومتكامل للعملات الرقمية، التوعية بمخاطر الاستثمار في الأصول المشفّرة وتحقيق توازن بين الابتكار المالي والاستقرار الاقتصادي.
وتماشيًا مع ما تم ذكره فإن العملات الرقمية ليست مجرد ظاهرة عابرة، بل فرصة استراتيجية يمكن أن تسهم في تحقيق أهداف “رؤية 2030” عبر دعم التحول الرقمي والاقتصاد القائم على المعرفة. ومع المضي قدماً، سيكون تبني السعودية لهذه التقنية بشكل مدروس جزءاً مهماً من بناء اقتصاد مزدهر ومتنوع.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال