الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هل نعيش وهم الخصخصة الرياضية؟ هل يكفي أن نمنح الأندية صفة “شركات” لنزعم أننا بنينا قطاعًا رياضيًا تنافسيًا؟
ماذا لو استُبعد نادٍ سعودي من بطولة قارية بسبب تعارض في هيكل الملكية؟
من يتحمل المسؤولية إذا تحوّل المستثمر الأجنبي إلى صاحب القرار في التشكيلة الأساسية؟
ومن يحسم النزاعات إذا غابت منظومة تحكيم رياضي مؤسسي، وفُقد الامتثال للوائح الفيفا؟
هذه ليست فرضيات قانونية أو خيالات بيروقراطية، بل وقائع حقيقية حدثت ولا تزال تحدث في كبرى الدوريات العالمية. وهي تنذر بخطر داهم يهدد مشروع الخصخصة إذا لم يُبنَ على نموذج قانوني متكامل، قائم على الحوكمة الصارمة، والرقابة القانونية، والمراجعة المنتظمة للامتثال الدولي.
فأي عملية خصخصة رياضية لا ترتكز إلى هذه الركائز، تظل مشروعًا محفوفًا بالمخاطر، مهما بدا براقًا على الورق.
أولًا: الإطار القانوني لخصخصة القطاع الرياضي
في المملكة العربية السعودية، تسير خصخصة الأندية ضمن مستهدفات رؤية 2030، باعتبارها رافدًا حيويًا لتمكين القطاع الخاص وتعزيز استدامة الاقتصاد الرياضي. لكن من منظور قانوني، الخصخصة لا تعني مجرد نقل الملكية، بل تتطلب:
ومن أبرز النصوص المؤثرة في هذا السياق، المادة 18 مكرر من لائحة انتقالات اللاعبين في فيفا، التي تمنع أي تأثير لطرف ثالث على قرارات النادي، وهو ما يجعل الهياكل الاستثمارية المعقدة أو غير الشفافة تهديدًا قانونيًا مباشرًا.
ثانيًا: قضايا دولية تكشف الخلل الواقعي
ثالثًا: قرارات تحكيمية دولية من CAS تؤكد حجم المخاطر
الدرس؟ لا تكتفي الجهات الدولية بالشكل القانوني، بل تنظر إلى الواقع الإداري والمالي والقراري داخل النادي.
رابعًا: توصيات قانونية لضمان خصخصة ناجحة
خامسًا: غياب الحوكمة ليس خللًا إداريًا… بل خطر وجودي
غياب الحوكمة لا يعني فقط قرارات ضعيفة، بل:
سادسًا: مسؤولية المستثمرين القانونية
المستثمر في نادٍ رياضي لا يُعفى من المسؤولية. فإذا أثبتت الوقائع أنه يملك سلطة فعلية أو تأثيرًا غير مباشر في قرارات النادي، يتحمل المسؤولية في حال:
ختامًا، تمثل تجربة الخصخصة الرياضية في المملكة العربية السعودية تحولًا استراتيجيًا غير مسبوق، لكن نجاحها الحقيقي لا يُقاس فقط بالعوائد المالية، بل بقدرة الأندية على بناء كيانات مستقرة، قانونية، وذات سمعة تنافسية عالمية. فالتحوّل من نادٍ رياضي إلى شركة استثمارية لا يعني مجرد تغيير الشكل القانوني، بل يستدعي إعادة هندسة المنظومة الإدارية والرقابية بالكامل.
ولأن المخاطر القانونية والمالية والسمعية قد تكون كامنة خلف قرارات خاطئة أو هياكل ملكية غير مدروسة، فإننا نؤكد على أهمية وجود أطر حوكمة صارمة تُنفذ تحت إشراف شركات استشارات متخصصة، تضمن الامتثال للمعايير الدولية، وتعزز الشفافية والمساءلة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال