الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أصبح تفاعل الصين مع دول الخليج في قطاع الطاقة أكثر عمقاً في 2025 مما أحدث تحوّلاً اقتصادياً واسع المدى حيث وفّر خيارات استراتيجية لدول مثل السعودية.
تصدرت السعودية قائمة مورّدي الخام للصين خلال العقد الماضي بناءً على بيانات S&P Global ووزارة الإحصاء السعودية مما يجعلها لاعباً بارزاً ضمن شبكة أمن الطاقة الصينية.
هذه العلاقات تعززها صفقة اليوان لتسعير النفط ضمن بورصة شنغهاي للطاقة ما يدفع جزء من تجارة الطاقة بعيداً عن نظام الدولار الأمريكي.
بالإضافة إلى ذلك دخلت الصين بقوة في مشاريع البنية التحتية الخليجية المتعلقة بالطاقة ببنود في مبادرة الحزام والطريق بحجم استثمارات يتجاوز 20 مليار دولار في مشروعات الطاقة المتجددة والتخزين بما يدعم اقتصاد رؤية 2030 .
كما وقعت السعودية والإمارات اتفاقات شراكة مع شركات مثل CNPC و ENN وJinko Solar لإنشاء محطات شمسية وهيدروجين أخضر في السعودية بتمويل مشترك.
نرى أن هذا التوسع الاقتصادي الهائل يتجه إلى إعادة تشكيل بنية تدفق رأس المال الخليجية بعيداً عن الاعتماد على الأسواق الغربية مما يمنح السعودية وسيلة تحوّط ضد أي أحداث في المستقبل.
من النواحي المالية يعد تنويع شريك التسويق والتسعير للنسبة المتزايدة من صادرات النفط في اليوان خطوة استراتيجية تعزز القوة المالية السعودية وتزيد من حصتها في احتياطي العملة الأجنبية المتعددة.
كما أن دخول الصين كبديل يفتح الباب للحصول على قروض بأسعار فائدة منخفضة مرتبطة باليوان مما يقلل من تكلفة تمويل مشاريع الطاقة المتجددة.
ولكن هذا التحوّل لا يخلو من تحدّيات اقتصادية وأمنية فالمثل النقدي الجديد يتجاوز قدرات نقل المدفوعات الحالية مما قد يؤدي إلى تقلب العملة واحتياجات إعادة هيكلة النظام المالي
كذلك قد يؤدي هذا الارتباط بالصين إلى فرض شروط اقتصادية إضافية أو تأخر تبنّي تقنيات متقدمة اقتصادية ذاتية محلية ما يحدّ من سرعة التحوّل الرقمي المطلوب.
لا ننسى أن التوازن مع الولايات المتحدة لا يزال قائماً ما يعني أن أي تغيير جذري في تجارة الطاقة باليوان ربما يثير ردود فعل اقتصادية من واشنطن.
ونرى اقتصادياً أن خطورة هذه الخطوة تكمن في ضرورة أن تقلل السعودية من اعتمادها على الدولار دون أن تفقد مكانتها في النظام المالي العالمي.
ومع ذلك فإن قدرتها على التفاوض على صفقات يوانية دون الضغط على احتياطياتها من الدولار تعزّز مصداقية وجود اقتصادي متعدد الأقطاب وتعطي رؤية اقتصادية خليجية أكثر استقلالية.
أخيراً فإن مشاركة الصين بشكل متزايد في أمن الطاقة الخليجي تمثل تحولاً مالياً واستراتيجياً للسعودية ومنطقة الخليج نحو مستقبل مالي مستقل وقابل للتكيف مع التحولات العالمية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال