الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تتجه المنشآت الصغيرة والمتوسطة بشكل متزايد نحو حلول تكنولوجية مبتكرة لتحسين العمليات، وتعزيز تفاعل العملاء، وتسريع النمو. ومن بين هذه الحلول منصات برمجة “فايب كودينغ” أو ما يُعرف بمصطلح Vibe Coding مثل منصات Cursor أو GitHub أو Lovable أو Bubble أو Adalo وغيرها من المنصات، وهي منصات برمجية مبسطة تهدف إلى جعل عملية تطوير التطبيقات أكثر وصولًا وسهولة. وتقدم تلك المنصات ايضا العديد من المزايا الهامة، وأولها أنها تعتبر فعالة من حيث التكلفة، حيث تُمكن المنشآت الصغيرة والمتوسطة من تطوير تطبيقات مخصصة دون الحاجة إلى فرق تطوير تقنية كبيرة أو استثمار مالي كبير، كما أن واجهتها سهلة الاستخدام تتيح حتى للموظفين غير التقنيين المشاركة في عملية التطوير، مما يعزز ثقافة الابتكار والمرونة داخل المنشآة.
وقد اعلنت بعض الشركات مؤخرا عن تبني الذكاء الاصطناعي في تلك المنصات حيث يتمكن المستخدمين من نطق أو كتابة أوامر أو عبارات بلغة بسيطة طبيعية يُفسرها الذكاء الاصطناعي تقنيا لإنشاء أو تعديل أو تحسين الكود او البرمجية تلقائيا. وعلى سبيل المثال، قد يكتب او يقول المبرمج: “أنشئ ميزة ترتيب قائمة” أو “أضف ميزة تسجيل الدخول”، ويستجيب الذكاء الاصطناعي بإنتاج أكواد أو اقتراحات تقنية ذات صلة. وبالتالي، فإن هذا التكامل يقوم بتسريع سير العمل، ويقلل من الجهد اليدوي، ويخلق بيئة برمجية أكثر سهولة وإبداع، تشجع على التجربة والتطوير الشخصي.
وبالإضافة إلى ذلك، تُسرع منصات “فايب كودينغ” عمليات الإنتهاء من التطبيق أو الخدمة، حيث توفر قوالب جاهزة وميزات Drag and Drop أو السحب والإفلات، والتي تُسرع من إنشاء التطبيقات المختلفة. وبالتاكيد فإن لهذه السرعة أهمية للمنشآت الصغيرة التي تسعى للتجاوب بأداء أفضل على متطلبات السوق أو احتياجات العملاء. وبالإضافة إلى ذلك، تتمتع منصات “فايب كودينغ” بمرونة تسمح بإجراء تعديلات وتحديثات سريعة، مما يضمن قدرة الأعمال على تكييف أدواتها الرقمية مع تطور متطلباتها.
ومع ذلك، وبالرغم من هذه الفوائد، فإن منصات “فايب كودينغ” تعاني من بعض القيود التي يجب على المنشآت الصغيرة والمتوسطة أخذها في الاعتبار. ومن أحد أبرز التحديات هو محدودية قدرات التخصيص، فعلى الرغم من ملاءمته للتطبيقات البسيطة، إلا أنه قد لا يلبي متطلبات التطبيقات المعقدة أو ذات المهام المتخصصة.
وهناك تحدي أخر يتعلق بالتوسع، إذ قد تواجه تطبيقات المنشآت الصغيرة والمتوسطة صعوبة في التعامل مع زيادة المتطلبات والمتغيرات، مما قد يستلزم الانتقال إلى أنظمة أكثر تقدما، وقد يكلف وقت ومال إضافي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد بشكل كبير على تلك المنصات المبسطة قد يؤدي إلى تراكم “ديون تقنية”، وهو مصطلح يشير إلى برمجة وكود غير منظم يصعب تتبعه أو صيانته أو تطويره مستقبلا.
وعلى الرغم من أن منصات “فايب كودينغ” يسهل استخدامها، إلا أن إتقان ميزاتها المتقدمة قد يتطلب وقت وتدريب مكثف. وأخيرا، يوجد خطر الاعتماد على منصة واحدة، حيث قد يحد ذلك من المرونة ويجعل الانتقال إلى أنظمة أخرى أكثر صعوبة إذا غيرت المنصة سياساتها أو أسعارها.
وبالتالي، فإن منصات “فايب كودينغ” تقدم فوائد كثيرة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تسعى إلى تطوير تطبيقات بسرعة وبتكلفة معقولة، مع مرونة تسمح بالتحديث والتعديل السريع. إلا أنه من الضروري أن تقوم هذه المنشآت بتقييم احتياجاتها المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بالتخصيص والتوسع، لضمان أن تتوافق المنصة مع أهدافها طويلة الأمد. إن التخطيط الجيد وفهم نطاق قدرات تلك المنصات يمكن أن يساعد في الاستفادة القصوى من مزاياها وتقليل مخاطرها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال