الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تتوالى منجزات ونتائج رؤية المملكة 2030 في اكثر من قطاع، ويتوالى ما يمكنني تسميته تنشيط او حتى ” ايقاظ” قطاعات واعدة تصب في مجملها في تنمية الاقتصاد غير النفطي وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، الزيادة التي اوصلتنا الى اكثر من منتصف الطريق وتحقيق نتائج قبل الوقت المرسوم لنضع مجددا أهدافا أخرى لتحقيق الاقتصاد المزدهر والوطن الطموح والمجتمع الحيوي.
كلما تحقق واعلن رقم في أي قطاع غير نفطي كلما زاد استقرار الاقتصاد المبني على تخطيط مالي حصيف متوسط وطويل المدى، وقل تساؤل “البعض” عن ماذا سنفعل عندما تنخفض أسعار النفط، وهو سؤال مشروع “صحافيا” اذا كان القصد منه معرفة الحقائق، ولكنه ليس كذلك عند من لا يزالون يضعوننا في “نمط” عفا عليه الزمن، واثبتنا في الثمان سنوات الماضية اننا لم نعد نسأله، اننا فقط نقدم اجاباتنا بالأرقام والحقائق .
من الأرقام التفصيلية المبهجة التي صدرت مؤخرا ما أعلنته وزارة السياحة من ان إجمالي عدد السياح المحليين والوافدين إلى المملكة بلغ 115.9 مليون سائح خلال عام 2024 بنسبة ارتفاع بلغت نحو 6 % مقارنة بعام 2023.
وبحسب تقرير للوزارة فقد أنفق هؤلاء السياح نحو 284 مليار ريال خلال نفس العام، وشكل السياح المحليون أكبر نسبة من إجمالي السياح خلال هذه الفترة بنحو 74% ليبلغ عددهم نحو 86.2 مليون سائح، فيما شكل السياح الوافدون نحو 26% من إجمالي السياح بنحو 29.7 مليون سائح، وشكل إنفاق السياح الوافدين خلال الفترة ما يعادل 59.4% من إجمالي الإنفاق، فيما شكل إنفاق السياح المحليين 40.6 %.
اذا مقارنة بسياح عام 2023 البالغ عددهم 109.9 مليون سائح، ارتفع إجمالي عدد السياح بنهاية عام 2024 بنحو 6.6 مليون سائح.
من الملاحظات المهمة ان وزارة السياحة تعرف السائح بأنه ” كل زائر (محلي أو وافد أو مغادر) تضمنت رحلته المبيت ليلة واحدة على الأقل في البلد أو المكان محل الزيارة”، وهذا مهم لان الزائر أيا كان نوعه انفق في فندق او شقة او شاليه وهي من اهم مكونات الاستثمار في القطاع السياحي، وبالتأكيد هو استخدم وسيلة مواصلات فضلا عن تذكرته الجوية او البرية وزار مطعما او اشترى طعاما او مكونات طعام واعدها.
نحن في إزاء حراك ملحوظ في هذا القطاع يبشر بالمزيد خاصة وان هناك مشاريع كبرى قادمة تدعم الجذب السياحي، وهناك مناسبات عالمية كبرى سنستضيفها وستجلب ملايين الزوار، وبالطبع هناك الزائر لأداء مناسك العمرة او زيارة المدينة المنورة، ولا ننسى الزائرين الباحثين عن الفرص في أي مجال مما اتاحته الإصلاحات الاقتصادية والفرص الاستثمارية والانفتاح على المبادرات الريادية والأفكار الجديدة وحتى الجريئة منها.
اتابع الحراك السياحي بالقراءة والاطلاع، وبحكم النشأة والارتباط العائلي اتابع ميدانيا وعلى ارض الواقع ما حدث ويحدث في مدينة الطائف، عروس المصائف الاعرق في هذا المجال، والتي حظيت بإنشاء هيئة عليا لتطويرها برئاسة سمو وزير الثقافة، والتي أرى فيها مكامن لم تستغل بعد، واتوقع شبه جازم انها في الحسبان لكن التذكير بها او بتسريعها سيسهم في نقلات كبيرة لمدينة الأشجار المعمرة والفواكه المشتهاة.
على سبيل المثال يوجد ضمن المساجد الاثرية مسجدان أثريان على طريق وادي وج هما: مسجد الكوع (الموقف) و مسجد القنطرة – اذا كانت التسمية الشعبية صحيحة- يزورهما الاف المعتمرين في طريق عودتهم من مكة ولكن من خلف شبك احيط بها يجعلهم يصعدون الجبال المحيطة لتصويرها، وبالمثل يوجد عدة مباني تراثية قامت الحكومة مشكورة عبر هيئة التراث وعبر وزارة السياحة بالحفاظ عليها وتسويرها، وغير ذلك كثير.
اقترح ان يتم اما تخصيصهما لشركات محترفة، او مباشرتها من وزارة السياحة وهيئة التراث، لترميم ما يحتاج لترميم، وفتحها للزائرين محدودي العدد يوميا بمقابل مالي كما في كل مكان في العالم، ويكون هناك اشراف مباشر من الجهات المختصة لعدم الاضرار بالمبنى في حال القصور والمباني التاريخية، وعدم الاضرار بالمعتقد في حال المسجدين وغيرهما ان وجد.
الوقت يمر، والزخم والانتباه الذي حققته المملكة يعد بكثير من الزائرين من شتى المشارب، ويمكننا الاستفادة من ذلك عبر استثمار كل موقع وكل ميزة.
هناك أشياء أخرى تخص المدينة ربما يمكنني العودة اليها من فترة لفترة، ولعلي لا اعود الا وقد تحقق الكثير، لان هذا ما عودتنا عليه الرؤية، ان تحقق التوقعات وتسبقها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال