الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يقول لويس جلاكمان Louis Glickman في مقولة شهيرة: (The best investment on earth is earth) وهي تعني (افضل استثمار على الارض هو الارض). يتطلب شراء العقارات مبالغ ضخمة لذلك يعزف أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة عن الاستثمار في العقار واللجوء الى استثمارات اكثر مرونة في جذب تلك الأموال. تاركين الاستثمار العقاري -والذي يعد من اكثر الاستثمارات التي تحقق عوائد عالية للمستثمر- للشركات الضخمة او المشاريع الكبيرة.
انت لا تحتاج الى رأس مال كبير للكسب في القطاع العقاري, ولكن كيف ذلك؟
ان التفكير السائد لدى الاغلب هو ان الاستثمار العقاري ينحصر بإمتلاك المستثمر للعقار او لقطعة أرض ومن ثم تأجيرها للحصول على تدفقات نقدية من ذلك العقار او حتى بيعه بعد ارتفاع قيمته السوقية بمرور الزمن. ولكن الاستثمار العقاري اشمل واوسع من عملية الشراء والبيع والتأجير. الاستثمار العقاري هو تسويق ووساطة وإدارة أملاك وتطوير عقاري وتقييم عقاري, كل تلك المجالات لا تتطلب رؤوس أموال ضخمة.
فعلى سبيل المثال كون Kent Clothierثروة من خلال العقار واسس شركة REWW و KC ويقع تحت ادارته اكثر من 6000 عقار, كل ما فعله في بدايته هو ان قام بالبحث عن صاحب منزل يريد بيع منزله ومشتري يريد شراء منزل في نفس المنطقة وبنفس المواصفات. وهذا ما يسمى بالوساطة العقارية.
توجد فرص كبيرة وواعدة في القطاع العقاري بسبب تنوعه وارتباطه بكثير من القطاعات ومساهمته في تنمية الاقتصاد. فمثلاً تهدف رؤية المملكة 2030 الى رفع نسبة تملك الموطنين للمساكن الى 52% بدلاً عن 47% وهذه تعتبر بمثابة فرصة للمطورين العقاريين وقطاع التشييد والبناء وقطاع الوساطة العقارية لزيادة المعروض من الوحدات السكنية, هذا الى جانب زيادة المحفظة التمويلية من البنوك للقروض العقارية, وتصل نسبة الاقراض الى 85% من قيمة المنزل.
وكذلك مشروع البيع على الخارطة (برنامج وافي) قد يعتبر فرصة للمسوقين العقاريين عن طريق التسويق على الأراضي العقارية بدون تكاليف عالية او جهد كبير.
ان علاقة المشتري والبائع لن تنتهي بمجرد اتفاق الطرفين على انتقال ملكية العقار من البائع الى المشتري, بل ان هناك مجموعة من الحلقات التي تتداخل مع بعضها البعض قبل واثناء وبعد انتقال الملكية. فمثلاً قبل ان يجد البائع من يشتري العقار لابد ان يمر بمرحلة التقييم العقاري ثم مرحلة التسويق ثم مرحلة الوساطة العقارية ومن ثم تسوية العقد بين الطرفين وانتقال الملكية من البائع الى المشتري ويمر العقار بعد ذلك بمرحلة التطوير العقاري اذا كان العقار ارضاً او كانت عقاراً غير مكتملاً, ويمر أيضا العقار بمرحلة إدارة الأملاك خصوصاً في العقارات التجارية او العقارات التي تتطلب تحصيل الإيجارات كالعمائر السكنية. وفي اخر مرحلة تأتي مرحلة التقييم العقاري مرة أخرى لتقييم العقار بعد مدة من الزمن والاخذ بالاعتبار جميع العوامل التي تسبب ارتفاع او انخفاض القيمة السوقية للعقار.
ومن ناحية أخرى اصبح شراء العقارات امراً ليس بالصعب مع توفر الصناديق العقارية المتداولة, بل انها تحقق مميزات تجميع بين السيولة السريعة التي تتصف بها الأسهم وبين العوائد المدرة للدخل التي يتصف بها العقار المتمثل بالتدفقات النقدية من الإيجارات. كما ان هناك جانب مؤثر ومهم جداً وهو ان العقار مقسم الى عدة وحدات متساوية أي ان قيمة الوحدة العقارية في الصندوق العقاري ستكون موزعة بين عدة أصول وعدة مناطق جغرافية مما ينتج عنه الهدف الأساسي من التوزيع العقاري وهو تحقيق اعلى عائد واقل مخاطر.
ولكن قد تبقى بعض من أوجه القصور في تلك الصناديق حيث يرى البعض انها لا تمثل القطاع العقاري بشكله الصحيح بسبب توحيد أسعار الوحدات العقارية في الصندوق العقاري والذي لا ينطبق مع طبيعة السوق العقاري حيث لكل وحدة عقارية حالة خاصة بها مهما بلغت درجة التشابه بينها وبين وحدة أخرى, وكما ان غياب عنصر التفاوض بين البائع والمشتري تفقد العقار ميزة تمكين المستثمرين من تحقيق أرباح تفوق عوائد متوسط السوق العقاري.
محور اخر في الاستثمار العقاري وهو PropTech , وهو قطاع واعد وواسع الانتشار يحظى بشعبية واهتمام كبير لدى المحللين والمستثمرين والشركات الناشئة, وهو مصطلح حديث نوعاً ما, حيث جذبت التكنولوجيا والتقنيات المتقدمة قطاع العقار كما هو الحال مع اغلب القطاعات وهو يشبه تقنية FinTech واستخدام الحلول التقنية والتكنولوجية في المالية, يقوم نظامPropTech على تقديم الحلول العقارية كالبيع والشراء والتسويق والوساطة والتأجير والتصميم وادارة الاملاك من خلال التكنولوجيا والتقنية المتقدمة. والى جانب ذلك قد يوفر هذا القطاع تخفيض تكاليف لدى المستثمرين العقاريين بشكل كبير بالإضافة الى تكوين قاعدة بيانات رقمية للعملاء يستطيع المحللون دراسة سلوك العملاء في شتى مجالات العقار وفهم توجهاته وتفضيلاته.
اخيراً. فعلى الرغم من ان القطاع العقاري يعتبر تقليدي نوعاً ما ومن اكثر القطاعات بطئاً في استقبال المؤشرات الخارجية, الا ان هناك فرص جديدة تلوح بالأفق, وما يميز هذا القطاع ان حجمه في ازدياد دائم فكل شيء يدور حولنا مرتبط بالعقار, فلن يعيش الفرد بدون سكن, وستحتاج الشركات دائماً الى مقر لأعمالهم ومصانع لمنتجاتهم ومزارع لمحاصيلهم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال