الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أصبح شعار “للتجارة الإلكترونية، اختر الصين” يتردد في العديد من الدول. فالصين اليوم تمتلك نظامًا بيئيًا متقدمًا للتجارة الإلكترونية، يشمل منصات التجارة الإلكترونية، البث المباشر للتسويق، التسوق الجماعي، والتجارة الفورية، حيث تُحرّك هذه الابتكارات عجلة التنمية بقوة. ومع تسارع نمو التجارة الإلكترونية العابرة للحدود، تتدفق السلع العالمية إلى السوق الصينية بأسعار تنافسية وقنوات مريحة وأشكال متنوعة، لتصل إلى المستهلكين بسهولة.
مع الصين لبناء المنصات
“طريق الحرير للتجارة الإلكترونية ” هو منصة تعاون رقمي مهمة في إطار مبادرة “الحزام والطريق”. ومنذ توقيع أول مذكرة تفاهم للتجارة الإلكترونية بين الصين وتشيلي عام 2016، توسعت خريطة التعاون بشكل مستمر، وذكرت وزارة التجارة مؤخرا أن الصين ترتبط بـ 35 دولة شريكة للتجارة الإلكترونية ضمن إطار “طريق الحرير الرقمي”، في الوقت الذي تعمل فيه على تأسيس 120 جناحا فرديا وطنيا على الإنترنت وخارجه، إلى جانب إنشاء 65 قاعدة للمشتريات المباشرة في 19 دولة، مما يوفر قنوات مستقرة وفعّالة لدخول المنتجات المميزة إلى السوق الصينية.
وبفضل تفوقها في التكنولوجيا، وتكامل منصاتها، وكفاءة لوجستيتها، وضخامة سوقها، أصبحت الصين الشريك المفضل للعديد من الدول في تطوير التجارة الإلكترونية العابرة للحدود.
وتُظهر الإحصاءات أن مبيعات التجزئة الإلكترونية في الصين بلغت 15.5 تريليون يوان في عام 2024، لتحتل المركز الأول عالميا للعام الثاني عشر على التوالي. وصرّح لي مينغ تاو، عضو لجنة الخبراء في المدن النموذجية للتجارة الإلكترونية بالصين بأن “الصين تمتلك أكبر سوق استهلاكية إلكترونية في العالم، ويؤثر حجم السوق ونشاطها وقوتها الشرائية تأثيرا واسعا عالميا. في الوقت ذاته، تعمل الصين بنشاط على توسيع وارداتها، وتُطلق إمكانات سوقها عبر قنوات التجارة الإلكترونية العابرة للحدود، لتلبية احتياجات المستهلكين المحليين المتنوعة”.
مع الصين لاكتساب الخبرات
منذ عام 2020، أطلقت وزارة التجارة الصينية سلسلة محاضرات حول أعمال التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت، التي أُقيمت حتى الآن 108 جلسة، واستفادت منها أكثر من 80 دولة. وفي الجلسات، تُعرض الشروحات بعدة لغات كالصينية والإنجليزية والفيتنامية والتايلاندية، وتتناول الاتجاهات الحديثة، ودور الذكاء الاصطناعي، وتقنيات البث المباشر وغيرها، ما يجذب مشاركين من مختلف الدول.
وفي السنوات الأخيرة، ومع الانتشار الدولي لمنصات مثل AliExpress وTikTok Shop وTemu، زاد اهتمام الأفراد من مختلف الدول بالقدوم إلى الصين لتعلّم كيفية النجاح في التجارة الإلكترونية. وقد عملت الصين مع دول شريكة ضمن “طريق الحرير للتجارة الإلكترونية” على دفع التنمية الرقمية، من خلال تقديم دورات تدريبية عملية وموجهة للحكومات والشركات، ما ساعدها على تعزيز قدراتها الذاتية.
وفي المعهد المهني الدولي للأعمال في منطقة قوانغشي، أنشأ المعهد 10 منصات تدريب عملية بالخارج بالشراكة مع مؤسسات وجامعات من 6 دول من دول الآسيان، ودرّب أكثر من 6000 شخص على مهارات مثل إدارة البث المباشر، واختيار المنتجات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وخدمة العملاء عبر الحدود.
مع الصين لتعزيز التنمية
في عام 2025، أطلقت وزارة التجارة الصينية مبادرة “التجارة الإلكترونية من أجل العالم”، بالتعاون مع 18 منطقة محلية و8 منصات رئيسية للتجارة الإلكترونية، لتطوير 40 مبادرة للتعاون بين الصين والدول الشريكة، شملت مجالات مثل التنسيق السياسي والتكامل الصناعي وبناء القدرات ذات الصلة والتعاون بين المقاطعات والمناطق. وتُشجع الدول الشريكة على “الاختيار حسب الحاجة” لتنفيذ التعاون بشكل عملي وفعال.
وقد حققت هذه الآلية نتائج ملموسة في عدة دول. فعلى سبيل المثال، وفرت منصة التجارة الإلكترونية الصينية “Kilimall” في إفريقيا ما يقرب من عشرة آلاف وظيفة محلية، وساعدت على بيع منتجات من 1500 قرية عبر الإنترنت، مما ساهم في زيادة دخل المزارعين. كما أطلق موسم “المنتجات الإفريقية الجيدة عبر الإنترنت” أكثر من 200 منتج رائج في السوق الصينية، كصلصة الفلفل من رواندا وزهور كينيا التي دخلت رفوف المتاجر الصينية. كما أنشأت دول عديدة أجنحة وطنية في الصين عبر منصة “طريق الحرير للتجارة الإلكترونية” لتعزيز حضورها التجاري في البلاد.
مع الصين لتحسين النظام البيئي
إلى جانب بناء المنصات والتدريب، تسعى الصين إلى استكشاف مسارات جديدة لـ”الانفتاح المؤسسي في التجارة الإلكترونية”. في منطقة “طريق الحرير للتجارة الإلكترونية” التجريبية في شانغهاي، تم تحقيق 10 إنجازات ابتكارية تشمل الفواتير الإلكترونية، وسندات الشحن الإلكترونية، وتبادل البيانات العابرة للحدود، وتنفيذ مشاريع مشاركة البيانات مع سنغافورة وماليزيا وكازاخستان.
وتعتمد التجارة الإلكترونية المزدهرة على لوجستيات فعالة وأنظمة دفع آمنة. وقد أطلقت الصين مبادرات مثل “الشحن المجاني العالمي”، والمستودعات الخارجية، وواجهات المستخدم متعددة اللغات، لتحسين تجربة المستهلك. وفي مجال الدفع، غطت شركة XTransfer لخدمات الدفع عبر الحدود أكثر من 200 دولة ومنطقة، وتخدم أكثر من 600 ألف شركة صغيرة ومتوسطة، مما يساعدها فعليا في تجاوز صعوبات التحصيل واسترداد الضرائب.
تقاسم مكاسب السوق، ورسم خارطة التعاون
كما أكدت وزارة التجارة الصينية: “مبادرة التجارة الإلكترونية من أجل العالم تتخذ من التجارة الإلكترونية وسيلة، وتركّز على الشمول، وتستهدف خدمة الشركاء حول العالم”.
وفي المستقبل، ستواصل الصين توسيع استيراد المنتجات المميزة وعالية الجودة، والمساهمة في ترقية سلاسل الإمداد رقميًا، وتعميق التعاون عبر جميع مراحل التجارة الإلكترونية العابرة للحدود، بما يحقق نتائج ملموسة للمشاريع المشتركة، ويُمكّن الشركات الصغيرة والعلامات التجارية المحلية والمنتجات المتخصصة في مختلف الدول من الاستفادة من مكاسب السوق الصينية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال