الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في زمن سرعة التطورات في التكنولوجيا للأجهزة الهواتف الذكية والمحمول وغياب الحوكمة انهيار الشركات.. ولذلك يتساءل كثيرون عن الأسباب التي أدت إلى تدهور شركة نوكيا الفنلندية بهذه السرعة، إلى حد شراء شركة مايكروسوفت قطاع الخدمات وصناعة الهواتف الجوالة بها عام 2013 مقابل 7.2 مليار دولار وهو مبلغ قليل جداً جداً بالنسبة للخبراء العاملين فيها. والسؤال اين خطوط الدفاع الثلاثة في ذلك الوقت وهي جزء لا يتجزأ من الحوكمة وأود التوضيح عن مكونات خطوط الدفاع الثلاثة وابرز النقاط كما يلي:
أولاً: خط الدفاع الأول جميع الإدارات الرئيسية والإدارات الداعمة مثل الأنشطة المالية والتشغيلية والتقنية والأنشطة الأخرى.
ثانياً: خط الدفاع الثاني على سبيل المثال لا الحصر، ادارة الحوكمة والالتزام والمخاطر والجودة والآمن السيبراني، والجدير بالذكر، فقد تسند بعض أدوار خط الدفاع الثاني للمتخصصين لتقديم خبرات تكميلية والدعم والمراقبة وطرح التحديات للمكلفين لأدوار الخط الدفاع الأول ويمكن ان تركز على اهداف محددة لإدارة المخاطر والجودة على سبيل المثال، الالتزام بالقوانين واللوائح والسلوك الأخلاقي المطبق بالحد المقبول والرقابة الداخلية وآمن المعلومات وتكنولوجيا المعلومات والاستدامة وتوكيد الجودة. وأيضا قد تتوسع مسؤولية إدارة المخاطر المؤسسية وتظل جزءاً من أدوار خط الدفاع الأول وضمن نطاق الإدارة التنفيذية.
ثالثاً: خط الدفاع الثالث والأخير وهو إدارة المراجعة الداخلية تقدم توكيداً مستقلاً وموضوعياً والمشورة بشأن مدى كفاية وفاعلية الحوكمة وإدارة المخاطر والرقابة الداخلية وتبليغ النتائج الى الادارة العليا ومجلس الإدارة لتعزيز وتسهيل عملية التحسين المستمرة وفي اثناء ذلك قد يأخذ في الحسبان التوكيد من مقدمي الخدمة الآخرين الداخليين والخارجيين في الشركة.
سنتحدث في هذا المقال عن أبرز نقاط انهيار شركة نوكيا بسبب غياب الحوكمة ووجود فجوة كبيرة بين الإدارة العليا والإدارات التنفيذية والإدارات الرقابية بالشركة مما أدى الى إبقاء الموظفين في صندوق مغلق وعدم المواكبة مع التغيرات المطلوبة في سوق الجوالات التي أصبحت الهواتف الذكية تحتاج إلى برمجيات وشاشات تعمل باللمس مثل أجهزة الجوال أبل وسامسونج. واصرت شركة نوكيا بان تعمل بنظام التشغيل سيمبيان الذي عفي عليه الزمن ولم يعد صالحًا للجوالات الذكية. مما ساعد المنافسين لكسب حصة سوقية كبيرة وأيضا تلاعب الموظفين بتقديم تقارير مزيفة لا تعكس الواقع واغفال دورة حياة المنتج وتطبيق نظرية اس وهي البحث والتطوير في مرحلة النضج والبلوغ للذروة وتشبع السوق ودخول منافسين اقويا مثل أبل وسامسونج، مما أدى الى خسائر وخيمة للشركة بلغت 1.51 مليار دولار وبلغ عدد الوظائف الملغاة حوالي 4 آلاف وظيفة، ونقل تصنيع الهواتف الذكية إلى آسيا لغرض تقليل الخسائر مما أدى الى تراجع سهم نوكيا في ظل انخفاض الأرباح و في عام 2013 اشترت مايكروسوفت قسم الجوالات وبراءات الاختراع شركة نوكيا.
نستنتج من هذه القصة دروس مستفاده وهي يجب على الإدارة العليا تفعيل خطوط الدفاع الثلاثة بالشكل الصحيح ووفق النظام وتفعيل دور إدارة المراجعة الداخلية والإدارات الرقابية الأخرى من خلال المتابعة المستمرة على جميع الاعمال الشركة ورفع أي مخالفات للإدارات المعنية والإدارة العليا ومجلس الإدارة وعمل الخطط التصحيحية في الوقت المناسب ووضع خطط الاستجابة للكوارث والأزمات مما يعزز من استمرار العمل واعداد جميع التدابير اللازمة في حينها. ووضع إجراءات الاستباقية الداخلية ورصد وتحليل جذور المشكلات قبل وقوعها. وتفعيل وتطبيق تحليل سوات لتقييم نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تواجه الشركة/المشروع ويستخدم هذا التحليل لتحديد العوامل الداخلية والخارجية التي يمكن ان تؤثر على نجاح او فشل الشركة/المشروع ويساعد في صياغة استراتيجيات فعالة للتغلب على التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة.
وفي النهاية نوصي جميع المسؤولين عن إدارة الشركات والمنشآت التجارية بتطبيق خطوط الدفاع الثلاثة وبشكل مناسب وعلى وجه الخصوص تفعيل دور إدارة المراجعة الداخلية بالموارد اللازمة والتدريب المناسب لتنفيذ اعمالها بالشكل المطلوب ووفق المعايير الدولية للمراجعة الداخلية الصادرة عن جمعية المدققين الداخليين.
. (IIA)
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال