مؤشرات الأداء KPIs

  بعد حضوري لمحاضرةِ “مؤشرات الأداء الرئيسية” التي قدَّمها منتدى الرياض الاقتصادي، أيقنتُ أن لكل مهتم دلالاتٍ ومقاييسَ؛ منها ما هو إيجابيٌّ، وآخر سلبي تشكِّل له هلامًا، تتخللُه محددات لمستوى الأداءِ والفعالية.

مؤشراتُ الأداء الرئيسية تصب دورها وأهميتها في عدة جوانب معيشية واقتصادية، وتتميز بخصائص ودورة حياة وعمر، وذكر المختصّون أن عمر المؤشر “غالبًا” لا يتجاوز السنوات الثلاث. ويمكن حصر مراحل دورة حياة المؤشر KPI كما يلي: (الاختيار – التوثيق – تجميع المعلومات – وضع تصور للمعلومات – تحليل المعلومات – بناء التقارير – إدارة المبادرات – اتخاذ القرار – التعلّم – ثقافة إدارة الأداء) وترتبط ثقافة إدارة الأداء بالجودة ارتباطًا وثيقًا مهما كان مستوى نجاح أو فشل المؤشر.

كما أن مؤشرات الأداء بنوعيها الموجه والتابع ذات منهجية خاصة لبنائها؛ بدايةَ من التخطيط، ثم البناء فالتطبيق وحتى الطرح “النشر”.

بالمثال، يتضح المقال وعلى صعيد الأفراد، الواحد لديه رؤية بالحفاظ على حياة صحية سليمة وهدفه الاستراتيجي الحفاظ على الوزن المناسب، ويحتاج أن يبادر بذلك من خلال اشتراكه في نادٍ رياضي أو المحافظة على حمية في الطعام، يتمثل مؤشر قياس الأداء KPIs بالوزن. ومن هنا نستنتج أن أحد خصائص المؤشر كونه يعبر عن رقم.

في القطاع الزراعي، هناك أربعة محاور أولها محور التعلم النمو، ويتمثل في رأس المال البشري، والتنظيمي، والمعلوماتي، ثم محور العمليات الداخلية، عبر التربة والبذور – الري – السماد – الحشائش – التقليم، ومحور العملاء، وأخيرًا المحور المالي “الأرباح”، والذي يمكنه اعتباره مؤشرًا تابعًا.

إحدى شركات التجارة الإلكترونية المتخصصة بالتوصيل أصبحت لديها قاعدة بيانات تم من خلالها بناء مؤشر يعبر عن مدى زيادة الطلب على السلع جغرافيًا، وبالتالي تم بيع محتواه على الراغبين بإنشاء متاجر في تلك المنطقة، وهنا نجد تحقيق منفعة اقتصادية بجانب الأثر.

ذكر أحدهم أن هناك نقطة أكثر بساطة وإيجابية للبدء في دراسة مسألة الولاء للعلامة التجارية، وهي أن يتم تحديد رأي العملاء في منتج ما، وبدلًا من استطلاعات الرأي المعقدة يمكن إيجاد في هذا النموذج سؤالًا واحدًا وهو: “من رشح لك هذا المنتج؟”، ومن خلال تحليل الردود التي يقدمها من يلقى عليهم السؤال، يمكن تقسيمُهم إلى ثلاثِ فئات: العملاء المعلنون – العملاء السلبيون الراضون – العملاء الناقدون.

وتلعب نسبةُ العملاء المعلنين، إلى نسبة العملاء الناقدين، دورَ المؤشر على نجاح المنتج. المؤشر يُعبِّر عن الاتصالات التي ينبغي المحافظة عليها، والجميل هو أن هذا النموذج يطلق عليه نموذج “شجرة العائلة”. 

خلاصةُ القول: ذكر الدكتور فهد الفيفي المدير التنفيذي لإدارة الاستراتيجية، وقياس الأداء لشركة تطوير المباني، نصيحةً قيمة، وهي “إِنْ لم يكن لديك مؤشرات KPIs  فعليك بناء مؤشرين اثنين على الأقل”.

ومن هذا المنطلق، أرى ضرورةَ زيادة الوعي وانتشار ثقافة مؤشرات الأداء في المجالات كافة، سواء لأصحاب الأعمال أو التنفيذيين أو حديثي التخرج والأشخاص من خلال حياتهم اليومية، فبها سيقفز مستوى الجودة في المعيشة والعمل والحياة.