الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
علم التغيير يتبع من ناحية التصنيف علم الاجتماع ، واعتبر “بن خلدون” معلمي ومدرسي ومصدر إلهامي الأول وخصوصًا نظريته العظيمة في أن أصل البشر هو العصبة أو العصبية .
فإني أسأل نفسي دائما لماذا يتغير الناس ؟
وجدت أن أفضل مغير لهم هو وجود فرصة بيعية مشتركة ، كيف ذلك ؟
لنأخذ حديث العصر وهو تطبيق أوبر فما سبب نجاحه يا ترى ؟
لو سألت الناس عن سبب نجاح تطبيق أوبر فإنهم سيجيبون : الوقت المرن للعمل ، السعر ، سهولة التواصل بين مقدم الخدمة والعميل، الجودة .
ما كتب أعلاه هي مزايا تطبيق أوبر وليس سبب نجاحه الأكبر ، فسبب نجاحه الأكبر هو الفرصة البيعية التي صنعها للعاملين في مجال توصيل الركاب بمبدأ إصطياد المكافآت Bounty Hunting ( وهو نفس مبدأ رعاة البقر في أمريكا في إحضار المطلوبين أمنيا سواء أحياء او أموات مقابل مكافأة ) .
فبدل العمل لنصف يوم دون جدوى حقيقية مع صعوبة بالغة في الوصول للعملاء ، فإن التطبيق يحقق لك ذلك في لحظات وتعمل لمدة ثلاث ساعات فقط محققا لمبيعات بالكاد يحصلها من يعمل لـ١٢ ساعة مستمرة . وفي حقبة ما قبل تطبيق أوبر لا أذكر أني ركبت سيارة أجرة مع قائد مركبة سعودي ما عدا في النوادر ، بينما جميع من ركبت معهم في أوبر هم وبكل فخر سعوديون والحمد لله .
وأجمل مافي الموضوع هو كيف تجاوز مجتمع قادة المركبات السعوديون الحواجز ( الإجتماعية والشخصية والاقتصادية ) وقرروا أن يعملوا في مجال توصيل الركاب من خلال تطبيق أوبر ؟؟؟ إنها الفرصة البيعية . والأمر نفسه يتحقق مع التطبيقات الأخرى كل واحدة في مجالها في خدمات المطاعم والسفر والإيواء وتوصيل البضائع .
في كثير من الشركات والبرامج التي عملت معها وخصوصًا من وجدت فيها تصادمًا وتناحرًا بين ملاكها ومدرائها فإني كنت أصنع فرصا بيعية تردم فجوات الخلاف وتصنع توجهًا وجهداً موحداً وبالتالي هدفًا مشتركًا للجميع ، لاغية الخلاف ومحدثة التغيير المطلوب .
حياتكم تغيير دائم وجميل .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال