الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في منطقة الشرق الأوسط الأكثر اضطرابًا من بين مناطق العالم منذ عقود، تزداد أهمية المنطقة سنة بعد أخرى بتأثر أسعار النفط بأحداث تلك المنطقة، هبوطا وارتفاعا.
وافتتح النفط 2020 بارتفاع ملحوظ بعد مقتل قاسم سليماني، نظرا لان مقتله يعد تحولًا في ردود الفعل ما بين مؤيد لهلاك قائد عسكري تخريبي أدى لخراب واضح في العراق وفي المنطقة منذ سنوات، وما بين معارض بالطبع من الجانب الإيراني ومؤيديهم، وفي كل الأحوال أسعار النفط بكل تأكيد لن تكون بعيدة من تلك الأحداث.
منطقة الخليج وحدها يمثل إنتاجهم اليومي 35% من انتاج النفط العالمي يوميا والذي يقارب ال100 مليون برميل، فإنتاج الدول المحيطة بالأخطار التي يتابعها المراقبون يوميا يقترب من 37 مليون برميل ينقص قليلا او يزيد حسب اتفاق دول أوبك في آلية الإنتاج، ولا يمكن إغفال ابدا الإنتاج السعودي الذي يقترب من 10 ملايين، وبحكم السياسة السعودية المتزنة منذ سنوات طويلة فأن استقرار أسعار النفط العالمي على الرغم من الأحداث يعود نتيجة للسياسة المتزنة من الدول الأكبر انتاجا في المنطقة وهي السعودية، والأدلة كثيرة منذ حرب 1973 واحداث حرب العراق وايران في 1980 مرورًا بحرب الخليج الثانية 1991 وكذاك احداث 11 سبتمبر وحرب العراق 2003، ايضا حتى بالنسبة للأزمات الاقتصادية التي مرت بالعالم وخاصة 2008 كان للمملكة دور فعال في المحافظة على الاستقرار السعري للنفط.
وإذا ذكرنا ايضا احداث الثورة الليبية الحديثة في 2011 ايام الربيع العربي المزعوم ، كان للمملكة دور مهم في تغطية النقص في المعروض نتيجة لتوقف الإنتاج الليبي نتيجة للأحداث تلك الأيام.
وتهتم المملكة ودول أوبك بالاستقرار السعري والوصول للسعر التوازني ، وخاصة الدول التي ترتبط علاقتها التجارية بشكل عكسي مع الدول المستهلكة للنفط، بمعنى تستورد منها المنتجات الأخرى، وبالتالي تهتم كثيرا بتكاليف الإنتاج حتى لا تزيد أسعار المنتجات عليها وتثقل كاهلها.
وتشير التوقعات الى ان 202 ستشهد أسعار النفط فيها الى الاتزان والوصول الى افضل سعر للمنتج والمستهلك، وقد يكون ذلك عند مستوى 65 ولا شك ان الأسعار ما بين 60-65 هي افضل الأسعار التي ممكن ان تصل اليها، وعلى الرغم من الأحداث السياسية المرتقبة سواء بالسلب او الإيجاب الا ان الطمأنة بالنسبة للأسواق ستكون حاضرة، لانه في أسوأ الحالات التي عصفت بالعالم ومنطقة الشرق الأوسط مؤخرا استطاعت الأسعار الصمود عند مستويات معينة مقبولة بفعل قوى الإنتاج عند بعض الدول، واستقرار الطلب العالمي خاصة من الصين والهند.
الخلاصة انه يمكن القول بأن أسعار النفط ستتجه نحو الاستقرار في 2020 بفعل عوامل عدة من أهمها استمرار الطلب العالمي والاتجاه نحو اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة ودول أخرى من أهمها الصين، وان ما يحدث من اختلالات سياسية واحداث مهمة قد لا يشرد بأسعار النفط بعيدا عن المنطقة الخضراء او منطقة التوازن للأسعار خلال الفترة المقبلة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال