الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في المقال السابق تحدثت حول كيفية تحويل بيئة العمل إلى بيئة أكثر شمولية للإستفادة من التنوع الموجود بالمنشأة، في هذا المقال سأركز أكثر على أهمية وفائدة التنوع والشمول في بيئة العمل، يكفي في البداية أن تعلم أنه طبقاً لاستبيان صادر عن موقع Glassdoor قد أكد 67% من الباحثين عن عمل على أهمية النظر إلى ثقافة التنوع في بيئة العمل عند دراسة عروض التوظيف، فيما قال جوش بيرسن وهو مؤسس أكاديمية للأبحاث والتطوير المهني للموارد البشرية ومدراء الأعمال بأن المنشآت التي تتبنى التنوع والشمول في جميع جوانب أعمالها تتفوق إحصائياً على منافسيها.
التنوع بأن يكون لدى المنشأة موظفين مختلفين في الخصائص والسمات مثل الجنس، العمر، اللغة، الخلفية الثقافية، المهارات، وغيرها، أصبح الآن هدف تسعى العديد من المنشآت لتحقيقه، لكن هل فقط من أجل السمعة وتعزيز الإندماج والشمولية في المنشأة؟ بالإضافة لذلك يحقق التنوع والشمول فوائد كثيرة أخرى ملموسة مرتبطة بالأهداف والنتائج الرئيسية لمنشأتك.
من أهم الفوائد التي تعود على المنشأة هي القدرة على توظيف المواهب واستبقاء الموظفين الجيدين، حيث مع زيادة التنافس على المواهب في ظل هذا الاقتصاد المتنامي في المملكة، تصبح المنشآت التي تتمتع بممارسات وثقافة التنوع والشمول قادرة أكثر على جذب المواهب كما أكدت ذلك الإحصائية بداية المقال، وليس فقط القدرة على جذب الموظفين، لكن أيضاً القدرة على الحفاظ عليهم، حيث أوضحت الأبحاث التي أجرتها شركة Deloitte وهي أكبر شبكة للخدمات المهنية في العالم أن 72% من الموظفين الذين شملهم الإستطلاع يرغبون في ترك منشأتهم الحالية إلى منشأة تتمتع أكثر بالتنوع.
التنوع والشمول يحسن من أداء الموظفين، فالموظفون في بيئات العمل المتنوعة والتي لديها ثقافة الشمول يتفوقون باستمرار على العاملين في منشآت غير متنوعة، حيث تشير العديد من الدراسات إلى أن الموظفين عندما يشعرون بالتقدير لتفردهم واختلافهم فإنهم يكونون أكثر سعادة وإنتاجية. حيث أوضحت دراسة أخرى لشركة Deloitte على موظفين أستراليين بأن الإنتاجية والإبداع يزيد لديهم بنسبة 83% عندما يشعرون بالشمول في بيئة العمل، ومن ناحية أخرى عندما يتعرض الموظفون للعنصرية أو التمييز على أي أساس، يكون رد فعلهم سلبياً، فعندما يعمل الموظفون في بيئة عمل غير ودية يكون تركيزهم أكثر على مخاوفهم أكثر من التركيز على العمل.
مع التنوع العرقي والثقافي للمقيمين بالمملكة فإن التنوع داخل المنشآت يعكس فهم طبيعة العملاء واحتياجاتهم المتنوعة، لذا فالمنشآت التي تتمتع بثقافة التنوع والشمول في بيئة عملها تستطيع البقاء والازدهار أكثر من غيرها، أيضاً مع توسع العديد من الشركات لعدة دول أخرى، يساعد التنوع في مواجهة التحديات في الأسواق الجديدة وفهم ثقافة تلك الدول.
التنوع والشمول أيضاً كثقافة في بيئة العمل يساعد على تحسين العلامة التجارية للمنشأة، فالمنشأة التي تتبنى التنوع تظهر للجمهور بأنها تفكر في المستقبل، كما يساعد التنوع في زيادة أرباح المنشآت، حيث أظهرت دراسة قامت بها شركة ماكينزي & كومباني أن المنشآت الأكثر تنوعاً كانت تحقق أرباحاً أكثر بنسبة 35% من متوسط الأرباح في مجالها، فالتنوع والشمول يعطي المنشآت ميزة ربحية في سوق تنافسي بدرجة عالية.
أتمنى أن تصبح المنشآت بالمملكة أكثر تنوعاً وشمولاً للوصول لبيئة عمل مثلى تساعد المنشآت في تحقيق أهدافها، جنباً إلى جنب مع تحقيق أهداف المملكة الإقتصادية التي تسعى إليها ضمن رؤية 2030.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال