الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تداعيات فيروس كورونا في الصين قد تؤثر على أسواق النفط لأن التنين الصيني هو محرك نمو الطلب العالمي على النفط، وخير دليل على ذلك ما شهدناه من انخفاض حاد في الاسعار لأدنى مستوياتها منذ شهر أكتوبر 2019. انخفض خام برنت تحت حاجز الستين دولار، بذلك يكون انخفض اكثر من عشرة دولارات منذ مطلع يناير هذا العام 2020 جرّاء مخاوف انخفاض الطلب على النفط من الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، وثاني أكبر طاقة لمصافي التكرير، وبطبيعة الحال ثاني أكبر اقتصاد.
الصين هي المحرك الرئيسي لنمو الطلب العالمي على النفط، حيث استقبلت مصافي التكرير الصينية رقما قياسيا تخطّى 13 مليون برميل يومياً من النفط الخام في عام 2019، بزيادة قدرها %7.6 عن عام 2018.
أما واردات الصين من النفط فقد وصلت ايضاً لمستوى قياسي في عام 2019 بزيادة %9.5 عن عام 2018 عندما تخطّت وارداتها النفطية 10 مليون برميل يومياً. في شهر نوفمبر عام 2019 استوردت الصين 11.2 مليون برميل يومياً منها 2 مليون برميل يومياً من السعودية، وهذا رقم قياسي ايضاً.
كل هذه الأرقام القياسية في نمو الطلب الصيني على النفط العام الماضي قابلها مخاوف تباطؤ الاقتصاد العالمي جرّاء التشاؤم بسبب الحرب التجارية الأمريكية الصينية التي كانت سبب كل اتجاه هبوطية لأسعار النفط طوال عام 2019 بسبب ضغط مخاوف النمو الاقتصادي العالمي وسط التوترات التجارية بين اكبر اقتصادين، بينما لا يزال الطلب على النفط من الصين في ارتفاع رغم كل التوقعات المتشائمة.
أخيراً، هناك الخوف الحقيقي الذي قد يربك توازن العرض والطلب قد يتحقق خاصة لأسواق النفط المادي Physical Market بعد تفاقم تداعيات فيروس كورونا الذي تصاعد خلال عطلة رأس السنة الصينية (السنة القمرية) أكثر الأوقات ازدحاماً في السنة في حيث يتنقّل ما بين 400 إلى 500 مليون شخص.
تعطّل حركة الطيران الداخلي في الصين وتحجيم حركة الطيران العالمية من وإلى الصين قد تؤثر على الطلب على وقود الطائرات بينما قد تكون هناك زيادة في وقود المواصلات البنزين والديزل نظرا لحجم استخدامه في المواصلات العامة.
من الواضح أن منتجي اوبك يراقبون تداعيات فيروس كورونا عن كثب على أسواق النفط، وهذا قد يؤدي إلى تعميق خفض إنتاج اوبك بلس وتمديده حتى نهاية عام 2020، وهذا لايتعلق فقط بالانخفاض الهائل في الأسعار، ولكن تفادياً لإختلال توازن العرض والطلب والذي يجب أن لا يُعيق توازن السوق ويؤثر على جهود أوبك + في عامها الرابع.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال