“الأعمال ..بطابع ريادي”

تعرف الريادة بأنها الأسبقية والتفرد والتميز، وريادة الأعمال هي عملية خلق قيمة عن طريق استثمار الفرص من خلال أفكار ابتكارية وأول من استخدم مصطلح ريادة الأعمال رجل الاقتصاد ريتشارد كانتيلون، كما ان الأعمال الريادية تقدم خدمات أو منتجات مبتكرة تسد الفجوة الموجودة في احتياجات المجتمع، وتتسم بالمخاطرة الاستثمارية والمدة المتوقعة لتحقيق العوائد، وتُعدّ ريادة الأعمال احدى دعائم الاقتصاد لما توفره للأسواق الاقتصادية من سيولة نقدية من خلال المشاريع الابتكارية ذات المردود المالي العالي، إضافة إلى أنها تقابل احتياجات الأفراد المختلفة للخدمات والمنتجات التي توفر لهم الرفاه والسهولة والسرعة، اضافة إللى إيجاد فرص وظيفية تسهم بشكل كبير بزيادة توظيف أفراد المجتمع.  

تحظى ريادة الأعمال باهتمام بالغ في المملكة العربية السعودية من قِبل حكومتنا الرشيدة والقطاع الخاص ويلقى رواد الأعمال السعوديين الدعم المادي والمعنوي، وبيئة المملكة مليئة بالفرص الاستثمارية الريادية الواعدة، وأذكر في هذا السياق المقولة المحفزة والداعمة للاستثمار من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان “نستهدف إيجاد بيئة استثمارية جاذبة تساهم في توجيه الاقتصاد الوطني نحو آفاق واسعة من التنويع والنمو والازدهار”.

وعادة ما يبدأ رواد الأعمال أنشطتهم التجارية بالاستعانة بنماذج الأعمال، التي تتكون من تسع عناصر رئيسية تتضمن شرائح العملاء، العلاقات مع العملاء، القنوات، القيمة المقدمة، الأنشطة، الموارد، الشراكات، الإيرادات، التكاليف. كما هو موضح في الشكل التّالي:

كثيراً ما يتخوف رواد الأعمال ذوي الافكار الابتكارية من مشاركة أفكارهم مع الاخرين من مستثمرين أو منفذين للأعمال خشية ان تؤخذ حقوقهم او تقلد من قِبل اخرين ولكن جهود المملكة لحفظ الحقوق الفكرية  برزت منذ القدم وكانت موزعة بين أكثر من جهة، وفي عام 2018م تم جمعها  تحت مظلة واحدة بإنشاء الهيئة السعودية للملكية الفكرية التي تعنى بحفظ حقوق أصحاب الأفكار الابتكارية وأبرز أهدافها تعزيز الاستفادة من الملكية الفكرية، لبناء اقتصاد متقدم قائم على المعرفة، وهي إحدى مبادرات منظومة التجارة والاستثمار ضمن برنامج التحول الوطني 2020م.

يكمن نجاح ريادة الأعمال في الدراسة المسبقة للسوق ودراسة الجدوى للنشاط المستهدف الذي سيعمل به، وحسن اختيار الكفاءات البشرية المؤهلة، وتوظيفهم في المواقع المناسبة بحسب مؤهلاتهم وامكانياتهم وقدراتهم، وخلق بيئة عمل مريحة ومحفزة لتحقيق الاستقرار الوظيفي والمالي لهم، وعادة ما تكون مؤشرات نجاح الأعمال تكمن في امتلاك ميزانية ورأس مال مناسب مع وجود دعم مالي مستمر، فريق عمل منسجم وذو كفاءة عالية، طلب متزايد وإيجابي على الخدمات أو المنتجات، رضاء العملاء و إزديادهم، عائد مالي إيجابي وفي ازدياد، ميزة تنافسية عالية، ووجود خطط بديلة في حال حدوث مخاطر.