الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بقدر ما كان اعلان سمو ولي العهد يحفظه الله رئيس الهيئة العليا للمواد الهيدروكربونية عن البدء بتطوير حقل الجافورة الذي يحتوي على كمية ضخمة من الغاز الغير تقليدي مفاجأة مفرحة بالنسبة لي بقدر ما كان الخبر غير متوقع اعلانه بهذه السرعة.
فلم يمر سوى 6 سنوات فقط من اعلان اكتشاف الحقل في عام 2014 باحتياطات غازية تصل الى 200 ترليون قدم مكعب، وعمر 6 سنوات قصير جدا في البدء بتطوير تلك الاستكشافات، فلو عرفنا ان ثاني اكبر احتياطات الغاز الصخري يوجد في الجزائر ولم يبدأ استثماره بعد، او لو عرفنا كيف دولة مثل ايران تمتلك احتياطات غاز تقليدي وغير تقليدي خلال 40 عاما لم تستثمر في الغاز لديها وما زالت تستورد الغاز من تركمستان.
واخيرا لو عرفنا كيف ان الدول الأوربية لم تبدأ بتطوير احتياطاتها من الغاز الغير تقليدي والذي يقبع تحت اعماق كبيرة وفضلت استيراده من روسيا.
ارتفاع تكلفة الأستثمار في حقل الجافورة الى 110 مليار دولار يعكس حجم الصعوبة في البدء بهذا المشروع الضخم، فحتى يصل المشروع الى افضل كفاءة انفاق فإنه يتطلب الأستثمار بكامل الحقل، وتشغيله بكامل طاقته التي من المتوقع ان تصل الى 3 مليار قدم مكعب في اليوم عام 2036.
كمية ضخمة سوف تكون أولوية الإنفاق للبنية التحتية كما وجه سمو ولي العهد يحفظه الله لكن تبقى هناك كميات فائضة ستذهب للتصدير الي الدول المجاورة من خلال مذكرات تفاهم وقعت في مطلع عام 2019 م .
ودائما تصدير الغاز بحالته الطبيعيه اكثر استدامة وربحا من تصديره غاز مسال، كما هو الحال مع روسيا المصدر الاول في العالم للغاز الطبيعي.
اللجنة العليا للمواد الهدروكربونية برئاسة سيدي ولي العهد غيرت استراتجية ارامكو في مطلع عام 2019 وحولتها من شركة تستخرج الغاز للإستهلاك المحلي الى شركة تصدر الغاز خارجيا ايضا .
واليوم بلا شك فإنها غيرت مستقبل المملكة في الطاقة لتجعله اكثر اشراقا واكثر قوة .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال