الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نشعر بالفخر ونحن نرى مملكتنا في نمو وتحسن اقتصادي مستمر ونشعر بالفخر أكثر ونحن نرى قائد التغيير سمو الأمير محمد بن سلمان يعمل بجد لتحقيق رؤية 2030 بتوجيه من قائد الامة خادم الحرمين الشريفين حفظمها الله، عن طريق تحويل المملكة من بلد معتمد على النفط إلى بلد يحاول ايجاد بدائل للطاقة عن طريق الاستفادة من الموارد الطبيعية للبلاد وبالاخص الهيدروكربونية لدفع عجلة التنمية وتنويع مصادر الدخل.
تعيش المملكة اليوم (عصر الطاقة الذهبي) بعدما أعلن سمو ولي العهد ومن خلال رئاسته اللجنة العليا لشؤون المواد الهيدروكربونية، عن اكتشاف كميات كبيرة من الغاز في حقل الجافورة تقدر بنحو 200 تريليون متر مكعب وبذلك تضاعف المملكة احتياطاتها من الغاز وتصبح في مقدمة الدول المنتجة للغاز في العالم. فقبل اكتشاف هذا الحقل وحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، كانت الولايات المتحدة الأمريكية تحتل المرتبة الرابعة عالميا باحتياطي 464 تريليون قدم مكعب من موارد الغاز الطبيعي المؤكدة، والتي تضم حوالي 308 تريليون قدم مكعب من موارد الغاز الصخري. و الآن و بعد اكتشاف حقل الجافورة، أصبحت احتياطات المملكة حوالي 507 تريليون قدم مكعب (الاحتياطات المثبتة سابقا 307) لتتخطى الولايات المتحدة وتصبح في المرتبة الرابعة.
تقع الجافورة في المنطقة الشرقية من المملكة في الشمال الشرقي لحقل الغوار، أكبر حقول النفط التقليدية في العالم، وهذا الحقل غني بالغاز غير التقليدي وهو يختلف عن التقليدي بأنه يتطلب طرق استخراج متقدمة تُعرف بالتكسير الهيدروليكي، وهي نفس العملية التي تستخدم في الولايات المتحدة وفيها يتم ضخ المياه مع بعض الكيماويات وطين خاص للحفر تحت ضغط عالٍ جداً داخل طبقات المكمن مما يؤدي إلى تكسيره وإخراج الغاز المحبوس بين الصخور.
ولكن السؤال هنا: إذا كان استخراج الغاز الغير التقليدي بهذه الطريقة فما الذي يجعل المملكة تتجه إليه بالرغم من أنها تمتلك خامس أكبر احتياطي للغاز التقليدي في العالم؟ هناك نقطتان أولها الكمية، فكمية الغاز الغير تقليدي هي أكثر من كمية الغاز التقليدي. النقطة الثانية والأهم الغاز الغير تقليدي غالبا ما يكون (حر) ليس مصاحبا للنفط وهذه ميزة. بينما أغلب احتياطات المملكة من الغاز التقليدي هي مصاحبة للنفط ولا يمكن استخراجه من دون استخراج النفط.
والسؤال الأهم: لماذا هذا الاهتمام الكبير بالغاز و لماذا تتنافس الدول على التصدر فيه؟ الغاز أرخص تكلفة في الانتاج وأقل انبعاثات كربونية مقارنة بالنفط وأكثر طلبا، فمن المتوقع أن يزداد الطلب على الغاز بنسبة تقارب 50% بحلول عام 2040 وفقا لشركة بريتيش بتروليوم. بالاضافة إلى أن الغاز الطبيعي يعمل على تغذية التصنيع وخلق فرص عمل وزيادة الناتج المحلي الإجمالي في البلد.
يؤكد تركيز المملكة على الغاز على قدرتها على استشراف مستقبل الطاقة والاستفادة من هذه الثروة في عمليات إنتاج الكهرباء والمياه المحلاة وعمليات التعدين، وتلبية حاجات قطاعاتها الاقتصادية مما يدعم النمو الاقتصادي.
ولكن هناك شيء يميز آكتشافنا للغازب في هذا الحقل وهو أنه يحتوي على نسبة عالية من الايثان، جوهرة الصناعات البتروكيماوية، بالاضافة إلى سوائل الغاز والمكثفات اللازمة للصناعات البتروكيماوية مما يدل على انتعاش هذه الصناعة في المملكة من انشاء مصانع وتوليد فرص عمل جديدة.
هذا الاكتشاف سيمكن المملكة من تحرير مليون برميل تقريبا من النفط ومشتقاته والتي يتم حرقها يومياً في محطات الكهرباء والاستفادة منها في التصنيع وفي مزيج الطاقة وتوفير صافي دخل سنوي بنحو 32 مليار ريال، ورفد الناتج المحلي الإجمالي بنحو 20 مليار. ولذا وجه ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان بأن تكون أولوية إنتاج حقل الجافورة الضخم لصالح القطاعات المحلية في المملكة مثل: الصناعة والتعدين والكهرباء وتحلية المياه. ولو فكرت المملكة مستقبلا في التصدير فإن موقعها الاستراتيجي سيجعل منها خيارا مميزا للدول المستوردة وخصوصا في قارة آسيا.
هذا الاعلان جاء في وقته لأنه يتزامن مع عام رئاسة المملكة لمجموعة العشرين والذي من خلاله تؤكد السعودية دورها الريادي في استشراف مستقبل الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين سجل السعودية في الحفاظ على البيئة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال