3666 144 055
[email protected]
كنت من المعانين من السمنة وبشكل متقطع خلال حياتي فتارة أكون رشيقا وتارة أكتسب زيادة في الوزن لحد كبير . إلى أن وصلت لسن الأربعين قررت بعدها أنه لابد من تدخل جراحي لحسم المسألة رغم أني لا أعاني من أي مشكلة صحية والحمد لله وإنما بدأ ظهري وكذلك ركبتاي في الأنين بسبب زيادة الوزن . فأقدمت والحمد لله على الحل الجراحي والذي أتى بنتائج مميزة جدا والحمد لله . ولكن ما سبب إقدامي على اتخاذ هذه الخطوة والتي صنعت تغييرا مذهلا والحمد لله ؟
إنه الألم … أنين ظهري وركبتاي .
يقول العالم الكبير سيغموند فرويد : ” لا شيء مثل الألم يجعل الناس يتغيرون ” .
صناعة الألم ( أو صناعة إظهاره ) في بعض الأحيان تعتبر أفضل التكتيكات لصناعة التغيير سواء للأفراد ، المجموعات ، وكذلك المنظمات .
نسمع كثيرا أن تجربة أو تجارب فاشلة كانت السبب في تولد تجربة جديدة ناجحة . الواقع أن من غير الألم في تلك التجربة ، وهو مزيج ما بين آلآم بدنية ونفسية واجتماعية ، لم يكن للتغيير أن يحدث .
كثير من الطلبة لم يصححوا وضعهم الدراسي الا بعد تجربة قاسية تتمثل في الرسوب في مادة دراسية وتفقوا دراسيا بعدها .
في مجال الوظائف لا ألم مثل ألم خسارة وظيفة مميزة في مكان مميز أو خسارة القبول لدى الشركات .
في الشركات لا يوجد ألم مثل ألمين : خسارة العملاء وخسارة الأرباح .
لابد أن يعلم من يحاول صناعة التغيير في نفسه أو مجموعته أو منشأته ، أن أفضل شيء تبنى عليه خطة التغيير هو توضيح الألم الذي يعانى منه وإظهاره بشكل ملموس للجميع .
ففي بعض الأحيان لا يرى أو يحس بالألم سوى القلة وهذا خطأ . لابد من تعزيز مبدأ المركب الواحد وأننا جميعا مسؤولون عن إعادة توجيهه بالإتجاه الصحيح .
وكل ذلك يأتي من وراء نقل الإحساس بالألم ، وإستخدامه في عملية صناعة التغيير ، ففي بعض الأحيان لا يشعر بعض الموظفين أو المدراء بالألم القائم أو المحتمل إما لبعدهم عنه أو لأنهم لا يملكون فكرا استباقيا في توقع حدوث المشاكل قبل حدوثها وهذا متكرر في بيئات العمل التي تعتمد على ردات الفعل .
حياتكم تغيير دائم وجميل
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734