الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يغمرني صباح كل يوم شعور امتنان عظيم لأنني إنسان أعيش تحت سماء هذا الوطن الحبيب، المملكة العربية السعودية.
“إنسان”..
تلك القيمة التي تغنت بها الكثير من الدول، وانتقدتنا بها لأننا نطبقها وفقًا لتراثنا وشخصيتنا وتطور تاريخنا الخاص، ثم عجزت تمامًا عن تطبيقها وقت الشدة. تذكرت هنا مقولة للكوميدي الأمريكي جون ستيوارت: “إذا لم تلتزم بقيمك عند اختبارها، فهي ليست قيمًا بل مجرد هوايات”، ولك المجال عزيزي القارئ أن تبحث عن فشل الكثير من تلك الدول في التعامل مع هذه القيمة خلال الوضع الراهن، فلن أسهب في ذلك.
غرضي اليوم هو أن أتأمل موقف المملكة العربية السعودية في مواجهة تحدي كوفيد-19، والتي ضربت به أروع مثال في المحافظة على “الإنسان”.
نرى حكمة قيادتنا في التعامل المبكر مع هذه الجائحة، فعطلت المطارات والرحلات، ثم أوقفت قطاعات كاملة عن العمل مما يكلف الدولة الشيء الكثير، ولكن قيادتنا تضع قيمة الإنسان فوق أي قيمة مادية. نعمل عن بعد، وأطفالنا تحت عنايتنا يدرسون في المنازل بكل سهولة مع بنية الإتصالات القوية. والرواتب، سارية.
التموين موجود بوفرة وبأسعار مخفضة أحياناً، مع توفير خدمات التوصيل للمنازل. ولا نجد من يقوم بتسوق جائر كما نرى في بعض الدول لأن من يعيش على أرض هذا الوطن يعلم يقيناً بالوفرة ويشعر بالأمان.
ثم نرى المملكة تترأس قمة أزمة طارئة لدول مجموعة العشرين عبر الإنترنت لدرء مخاطر الركود الاقتصادي العالمي على خلفية الجائحة، وتدعم منظمة الصحة العالمية، بينما تقدم مؤسسة النقد برنامج لضمان استمرار النمو الاقتصادي وتخفيف أثر الإجراءات الاحترازية على المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
هنا هم أبطال الصحة، يعملون بلا توقف في المحاجر والمستشفيات لضمان صحة المواطن والمقيم، وهناك نرى سيارات الأمن تجوب الشوارع حفاظًا على أمننا. وترى في شتى المعامل والحقول والأعمال المساندة أبطال أرامكو، الذين يؤمنون لنا الطاقة لنمارس حياتنا الحديثة. وفي الوقت نفسه هنالك من يخاطر بنفسة دفاعًا عني وعنك في الحد الجنوبي، وآخرون من قوات الدفاع الجوي يعترضون صواريخ الحوثي في منتصف الليل.
كل ذلك وأنا وأنت آمنين مطمئنين، ننشد “سارعي للمجد والعلياء” من شرفات منازلنا، نسهر مع أهلنا، نقرأ الأخبار، ونتحدث مع أصدقاءنا في مواقع التواصل الاجتماعي، ثم نعود ليومنا وكأن شيئًا لم يكن.
هذا غيض من فيض؛ مجرد اقتباسات قليلة من الموقف الإنساني الجليل الذي رسمته المملكة العربية السعودية للتاريخ.
فشكراً من الأعماق لوطني وملكي الحبيب.
شكراً من الأعماق.
والحمد لله أولاً وأخرا.
فاض القلب حباً، وعجزت الكلمات.
ولكم أطيب تحية،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال