الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لما كان البذل والعطاء والعمل الخيري، قيمٌ ضاربة الجذور في مجتمعنا، أكدت عليه تعاليم الدين الحنيف، وغذته الفطرة السوية والقدوة الحسنة -قديمًا وحديثًا-؛ ولما كان تمكين القطاع غير الربحي أحد مستهدفات رؤية 2030؛ ليكون: أكبر حجمًا، وأكثر تنوعًا؛ وأعظم أثرًا؛ ولأن نبينا القدوة -صلى الله عليه وسلم-، كان أجود ما يكون في رمضان؛ فقد اعتدنا أن يطالعنا المجتمع بصور مشرقة من التفاعل في البذل والعطاء، وما مبادرة وزارة الداخلية: “فرجت”، عنا ببعيد.
أما هذا العام، فقد أشرقت علينا تجربة منصة جود الإسكان، وقدمت في شهر رمضان على نحو آكد، نموذج عمل فريد، يستحق التوقف؛ للإشادة، والدراسة والتحليل، وصولًا لمراحل الإنضاج والتطوير، والنمذجة، وبحث فرص التعميم.
اشتركت منصة “جود الإسكان” مع مبادرة “فرجت”، في كونهما استوعبا أحدث وأيسر وسائل الدفع التقنية: الآمنة والموثوقة من جانب، ومن جانب آخر فهما يعملان على تلبية مجالات؛ تلامس احتياجات ملحة، يستشعر المجتمع أهميتها، ويباشر رؤية نتائج العطاء فيهما آنيًا: تملك منزل العمر لأسرة مستحقة في الأولى، وسجينًا تخفف كاهله، وعاد لأهله ومجتمعه في الثانية؛ ليباشر المستفيدون حياة جديدة ومختلفة، ويمثلون سواعد بناء ولبنات، أكثر استقرارًا وعطاءًا للوطن والمجتمع.
أحسنت منصة جود الإسكان، في انفتاحها على نطاقات واسعة من المجتمع، حين عززت شراكاتها مع طيف واسع من الوزارات والهيئات الحكومية، ومؤسسات القطاع الخاص، والخيري، وحين أبدعت في دمج العمل الخيري، مع حقول الأدب والشعر والرياضة والتنمية المجتمعية، بإشراكها فئات منتخبة من الأدباء والشعراء والرياضيين، ثم إشراك مجموع الأندية الرياضية؛ ليكونوا سفراء للعمل الخيري، يبادرون ويحثون منسوبيهم ومحبيهم ومتابعيهم على العطاء.
وبما سبق فقد نجحت منصة جود الإسكان في التنقيب عن حقول وآبار خير وعطاء، في مناطق بكر: غنية وواعدة؛ يؤكد ذلك الحالات المكتملة: كمًا، وتوقيتًا. فإذا كان رب الأسرة بحاجة إلى أن يدخر 30 عامًا حتى يمتلك منزل العمر، فإن تنقيب منصة جود الإسكان بنموذج عملها الفريد مع شركائها، حقق أمل الكثير من الأسر المستحقة في تملك منزل العمر في غضون 30 دقيقة في أحوال.
وبابتكار منصة جود الإسكان، حالةً خاصةً بكل شريك في حملتها من المؤسسات والأفراد، فإن المنصة تسهم بذلك في تعزيز ثقافة العمل الخيري وممارسته على نطاق منسوبي الوزارات والهيئات الحكومية، ومؤسسات القطاع الخاص، ورافدًا لتعزيز إسهاماتها في المسؤولية المجتمعية، كما خفف العبء على المنصة، فقد باتت الوزارات والهيئات الحكومية ومجموع المؤسسات والأفراد، يشاركون بل يحملون عن المنصة، عبء إكمال الحالات، وهو ما ضاعف من إنجازات المنصة، مقارنة بالعمل دون الشركاء.
والتجربة توحي عن فريق عمل توافر فيه رصيد متميز من الممارسة والخبرة في العمل الخيري، إضافة إلى رصيد كبير من العلاقات، وروح عمل ممكن ومحفز للإبداع والتجديد والابتكار، وهي تجربة ملهمة وجديرة بالإشادة، كما يتأكد توثيقها، ودراستها وتطويرها، ونمذجتها، وبحث فرص تعميمها على مبادرات ومؤسسات خيرية أخرى.
لقد عكست منصة جود الإسكان، جانبًا من جوانب الإبداع والإلهام في القطاع غير الربحي السعودي، وأكدت أنه قطاعٌ خلاقٌ في مبادراته، متجددٌ في أساليب عمله، مواكبٌ لأحدث الوسائل، ومبتكرٌ لأفضل الأساليب، وستبقى -دومًا- في جعبته المزيد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال