زمن كورونا .. زيادة تراخيص الاستثمار

وكالة (فيتش) تصنف مملكتنا الغالية عند (A) مع نظرة مستقبلية مستقرة، هذا رغم الظروف الصحية والمتغيرات الاقتصادية العالمية ما يؤكد أن المملكة مصدر ثقة استثمارية للمستثمر الأجنبي. خلال الربع الأول من هذا العام 2020 تنامي حجم الرخص بنسبة 20 في المائة عن الربع الماضي والربع المقارن من العام المنصرم2019. هذا التنامي جاء بصدار348 رخصة للاستثمارات الأجنبية في الربع الأول 2020، مع العلم أن حركة النشاط الاستثماري شهدت تباطؤا خلال الفترة القصيرة الماضية بسبب تداعيات وباء كورونا (كوفيد – 19) على الاقتصاد العالمي.

الارتفاع في حجم التراخيص في ظل ما يشهده العالم يؤكد ان المملكة تمتك مؤهلات مغرية للمستثمرين في قطاع الاستثمار حيث عملت المملكة على أن تقدم فرصا نوعية تنبثق من عوامل استراتيجية تصمد أمام الأزمات. وقطاع الاستثمار يعتبر محورا رئيسا في عملية البناء الاقتصادي المستندة إلى “رؤية المملكة 2030”. تؤكد منظمة “أونكتاد” أن مشاريع “رؤية المملكة 2030” هي السبب المباشر لارتفاع مستوى الاستثمار الأجنبي، لأنه يمثل في النهاية محورا أساسيا. هذه الرخص الاستثمارية تعود الى هدف الرؤية بتقليص اعتماد النمو الاقتصادي على قطاع النفط. المملكة ضمن أكبر اقتصاد في (G20) والأول في منطقة الشرق الأوسط متفوقة على العديد من الدول ومعدل التضخم بها يعد قليل مقارنة بالدول الأخرى. 

ركائز “رؤية 2030”، مجتمع حيوي؛ يعيش أفراده وفق منهج الوسطية والاعتدال، معتزين بهويتهم الوطنية وفخورين بإرثهم الثقافي العريق، وتهدف الروية في مجال الاستثمار الى رفع أصول صندوق الاستثمارات العامة الى ما يزيد عن 7 تريليون. إضافة الى رفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة من إجمالي الناتج المحلي من 3.8 % إلى المعدل العالمي 5.7 %، والانتقال بالاقتصاد الوطني من المركز 25 في مؤشر التنافسية إلى أحد المراكز الـ 10 الأولى. وبهدف التحفيز والترويج للمملكة كوجهة استثمارية أطلقت وزارة الاستثمار مبادرة «استثمر في السعودية» كجزءٍ أساسي من برنامج التحوّل الوطني لتكون علامةً وطنيةً تروّج للاستثمار تساهم في تحقيق رؤية 2030. 

من مميزات الاستثمار في مملكتنا الغالية والذي يهدف الى سهولة قدوم رؤوس الأموال وتأسيس المشروعات وحرية إدارتها، هذه المميزات تتم بالتجاهين ومن تلك المميزات إمكانية التملك الكامل للمستثمر الأجنبي في معظم الأنشطة وفي مجال التوظيف تترك الحرية كاملة للمستثمر الأجنبي لتعيين المديرين ولتشجيع تعيين السعوديين يتحمل صندوق تنمية الموارد البشرية نصف رواتبهم خلال فترة التأسيس ومنح التأشيرات للمستثمرين ومن تحتاج أعمالهم إلى استقدامهم سواء للزيارة أو الإقامة للعمل. 

وفي الختام المملكة حققت تقدما في ممارسة الاعمال التي أصدرها البنك الدولي وحصلت المملكة على المركز 30 من بين 190 دولة. من اقوال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع (كما أن بلادنا تمتلك قدرات استثمارية ضخمة، وسنسعى إلى أن تكون محركا لاقتصادنا ومورداً إضافيا لبلادنا وهذا هو عامل نجاحنا الثاني).