الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
المفاهيم ..
يختلف علم الاقتصاد عن غيره من العلوم بأن يحمل في مفاهيمه ونظرياته جانبي التفاؤل والتشاؤم وتوظيف اي منهما في التحليل ، لذلك يعد السلوك في قيم الاقتصاد الاخلاقي والوعي الرهان المثالي على عمليات التقييم والتفسير ، في نهاية المطاف تصطف العديد من الافكار والتحليلات المتباينة خلال وبعد ازمة كورونا ، الفيصل في النهاية النتائج .
تنمر اقتصادي ..
يحلو للكثير ممن اضطروا الى تقمص مهنة التحليل الاقتصادي كيفما اتفق وخاصة في ازمة كورونا ان يبحث عن الفرص الضائعة في الاوقات الاضافية لعله يكسب متابعين او حتى مهتمين، هذا أمر ، اما الأمر الاهم ان الاقتصاد في واد وما يقولونه في وادٍ آخر والاغرب من ذلك هو الشخصنة وتحويل السياق الى تنمر اقتصادي سلوكه الذات لا التحليل، الاقتصاد اخلاق قبل كل شيء والمحلل الاقتصادي قد يصيب توقعه وقد يخطىء وقد يجمع بينهما في جزئيات عديدة هذه مشكلة التحليل التي تتسع لكافة الافكار والمذاهب بخلاف العلوم الاخرى، النقد جميل ومقبول من المختصين ويفتح العقل للمزيد من العصف الذهني لتقريب المسافات واكتشاف المواهب وتصحيح المواقف فكم نحن بحاجة ماسة الى تنوير الافكار العلمية الاقتصادية بالواقعية الاخلاقية المتزنة.
انفراجة في الاغلاق الكبير
تقول منظمة الصحة العالمية ان فايروس كورونا لن يختفي قط، اكتشاف لقاح قد يطول كما اكد ذلك ديفيد سالسبري وهو زميل مشارك في برنامج الصحة العالمي في مقال له بصحيفة الخليج الاماراتية حيث أشار الى وجود عقبات علمية وتنظيمية وتسويقية وتقنيات تحول دون ذلك وقد يستغرق الأمر عمليات طويلة للغاية.
توجهات جديدة في مواقف الدول حتى اللحظة حول اعادة فتح الاقتصاد قد بدأت مؤخراً مع إجراءات مهمة للتدابير والاحترازات وكلاهما تحدي جديد لابد وان تسير معاً في خط متوازٍ ، رهان الوعي هنا كسلوك مجتمعي لا كوسيلة استخدام فقط هو الفيصل، الحقيقة انه لا يمكن في كل الاحوال تطويل الإغلاق في وقت يبدو فيه ان الفايروس لن ينحسر نهائيًا فالصحة والاقتصاد كل منهما مكملّ للآخر ، لا صحة بلا اقتصاد ولا اقتصاد بلا صحة ، شاءت أم أبت لابد أن تتنفس البشرية عودة الحياة الاقتصادية لطبيعتها خمسة اشهر خلفت الكثير من الآلام والقسوة ، اكثر من تسعة تيرليون دولار خسرها الاقتصاد العالمي ، فاتورة الاغلاق اضخم فاتورة في التاريخ الاقتصادي ممهورة بمتى؟وكيف؟ وما صاحبها من جدل عن طريقة توزيع تكاليفها الاقتصادية والمالية، هذه الفاتورة موحدة ومتشابهة نسبياً في جميع دول العالم!
عاد الاقتصاد والعود أحمد .
فقراء الأرض .. كوفيد -19 زاد الطين بلة!
عندما توقفت الحياة الاقتصادية في العالم بسبب فايروس كورونا المُستجد اصبح ملايين الفقراء ضمن ازمة اخرى القت بظلالها على الجوع والفقر والبطالة ، تحدي من نوع آخر بين مطرقة كورونا وسندان الفقر ، هذه الازمة زادت الطين بلة بيد أن مخاوف منظمة الصحة العالمية قد اكدته مؤخرا حول الانتشار السريع للفايروس في الدول الفقيرة التي تفتقر الى العناية الطبية المتكاملة ، في حين تشير الانباء الى ان البطالة في امريكا دفعت بالجائعين الى بنوك الطعام التابعة للجمعيات الخيرية .
الأمن الغذائي العالمي ..
لقد شكلت ازمة كورونا ضغطًا كبيرا على هذا الملف الحيوي فبالرغم من الجهود الدولية الا انه يجب اتخاذ خطوات تهدف إلى المحافظة وتطوير سبل في إنتاج الغذاء، وتصنيعه، وتسويقه وضمان سلامته، كما انه من الضرورة بمكان ان تتشكل مفاهيم اقتصادية دولية ومعايير صارمة للتحول الانتاجي لتكون سلة الغذاء في كل مكان ، هذه الازمة ستعيد ترتيب الاولويات التي تضمن ذلك .
المنفعة الكلية العالمية ..
النمو الاقتصادي والاستقرار والمعرفة والتنمية المستدامة مستهدفات مهمة ولتحقيق ذلك تتشكل ضروريات بناء استثمارات متينة واطر مرنة وكفاءة عالية في كافة عناصر الانتاج التي تنطلق أولا واخيراً من بناء رأس المال البشري والاقتصاد المعرفي ، هذه المكونات حقيقة ستشهد تحولاً كبيرا فيما بعد أزمة كورونا .
القطاع الخاص والاقتصاد الانتاجي ..
اي تحول جديد في الاقتصاد يواجه تحديات كثيرة كيفما توفرت الادوات الصحيحة والخطط المستقبلية الطموحة فمن الممكن أن تُترجم الى واقع ، مع ازمة كورونا ولدت رغبات وحقائق لهذا التحول انها عمليات جديرة بالدعم والتحفيز لحراك فاعل وحتى نصل الى ذلك علينا ان نستهلك ما نُنتج ونُنتج ما نستهلك وعمليات الانتاج المختلفةبنماذج مبتكرة وغير مسبوقة هي الوجهة المثالية الصحيحة للقطاع الخاص ، قطاعات مهمة ، محتوى محلي فاعل ، حراك اوسع ، وظائف اكثر .
زواج منزلي ..
افرزت تداعيات كورونا سلوكاً مجتمعياً مهماً عندما بات التحول الاجباري في اساليب الزواج مختلفاً فمع ايام الاعياد عادة ما ترتفع مناسبات الزواج وتزيد تكاليفه من قاعات افراح وولائم لكن اليوم اصبح الامر لايتجاوز مناسبة منزلية بسيطة تقلل الشيء الكثير من تلك التكاليف بيد أن التساؤل المشروع هل ستخلق هذه الحالة اليوم شيئاً مختلفاً في المستقبل ، حتى الآن لا يمكن معرفة ذلك ولكن في الاقتصاد درجات الاستجابة لأي متغيرات دائما ما تحكمها الرغبة الاستهلاكية ومستويات الحاجة والاسعار والظروف الاجتماعية ، يبقى الامر قراراً يتشارك في اتخاذه الافراد والمجتمع .
ميزانية الاسرة ..
يبدو أن التحول في النمط الاستهلاكي قد بدأ مع جائحة كورونا نحو التوازن العقلاني والرشد الذي يضع الحاجة قبل الرغبة والضروريات قبل الكماليات ومع تطبيق الغاء بدل المعيشة وضريبة القيمة المضافة نجد في المقابل ان فاتورة مصروفات الاسر في جوانب عديدة ستتجه الى ثقافة استهلاكية متوازنة ومدروسة على افتراض ثبات هذه المتغيرات بيد ان العوامل الرئيسية الثابتة كالاسعار والاذواق والسلع البديلة التي تؤثر على الاستهلاك ستبقى كما هي .
العيد في حضرة كورونا ..
هذا العيد السعيد استثنائي بكل ما تحمله الكلمة ، لم يسبق في التاريخ الحديث ان كان هذا العيد مغلقاً على امتداد العالم الاسلامي ، عيد انتزع اللقاءات وبدد القبلات وفرحة التهاني والاحضان المباشرة ، لم نشتري الجديد ، لكن وبالرغم من هذه القسوة من عدونا الشرس الا ان الوعي والالتزام والتواصل الالكتروني تغلب عليه ، لكنه كان جميلاً بالأمان والمحبة ، في الجانب الاقتصادي عادة ما تشهد ليالي وايام العيد ارتفاعا في القوة الشرائية ونمواً في حركة الاسواق وتزدهر الاعمال والبرامج الترفيهية بيد ان حضرة ( كورونا ) قد عطلها هذا العيد ، التفاؤل المشرق نحو حياة افضل واعيادٍ اكثر وهجاً في المستقبل سيقودنا الى الانتصار على هذه الجائحة ، الجميل في القصة أن تاريخ الانسان شهد الكثير من الازمات والاوبئة الفتاكة ولكنه انتصر في النهاية ، كل عام وانتم في بهجة .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال