الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
انخفض مؤشر سعر الطعام food price index لمنظمة الفاو إلى أدنى مستوى له خلال سبعة عشر شهرا. المصدر موقع فاو يونيو 2020. والفاو FAO، الاسم المختصر لمنظمة الأمم المتحدة للطعام والزراعة Food and Agriculture Organization of the United Nations. في الوقت نفسه، ارتفعت مؤشرات المستهلكين consumer price indexes فيما يخص الطعام في عموم الدول الأعضاء في الفاو خلال الشهور السبعة عشر الماضية.
خبران يبدوان ظاهريا متناقضين. وهنا توضيح محاولة لرفع اللبس.
تقدم الفاو عبر موقعها معلومات عن أسعار الطعام وبتفاصيل كثيرة عبر مجالين رئيسيين الأول دولي والثاني محلي.
أما المجال الأول الدولي فأهم محتوياته مؤشر أسعار طعام food price index. هذا المؤشر معيار يقيس التغير في أسعار تصدير دولية، عادة متوسط السعر الذي يطلبه مصدرو الجملة قبل خروج السلعة من بلادهم، لسلة مكونة من خمسة أطعمة يراها الفاو أهم الأطعمة المصدرة، وهي الحبوب واللحوم والزيوت ومنتجات الألبان والسكر. وحسب المنهجية المتبعة في أي مؤشر سعري، لكل طعام وزن في السلة. وهناك تفاصيل فنية موجهة للمتخصص الراغب في معرفة المزيد.
وأما المجال الثاني المحلي فأكثر ما يهمنا مه مؤشر أسعار المستهلك consumer price index واختصار cpi داخل كل دولة مشاركة. وتتفرع من هذا المؤشر مؤشرات عن كل مجموعة استهلاكية من طعام وغير طعام.
وهنا سؤالان:
الأول: هل يوجد مؤشر أسعار دولي للمستهلك؟ الجواب لا.
الثاني: ما مصدر الفاو عن مؤشر أسعار المستهلك لكل دولة، وما يتفرع منه؟ المصدر الدولة المشاركة. الفاو بنفسه لا يعمل إحصاءات داخل الدول. وكما في المجال الأول، توجد تفاصيل كثيرة فنية.
مؤشر فاو أسعار الطعام Food Price Index FAO مؤشر دولي بطبيعته كما سبق شرحه. وقد وصل رقم 162.5 في مايو 2020، بانخفاض 10% تقريبا مقارنة ببداية العام. وكانت قمة ارتفاعه عام 2012 حيث بلغ المؤشر 213، ثم كان في غالب السنوات التالية في نزول، ووصل إلى قرابة 181 نهاية 2019.
ماذا يقول موقع الفاو عن مؤشر أسعار المستهلك لكل دولة مشاركة؟
هنا نحصل على صورة معاكسة للجزء الأول الدولي. إذا كان المؤشر الدولي في انخفاض فإن المؤشر المحلي في عموم الدول في ارتفاع. وهنا أمثلة لدول مختارة.
الجزائر: بلغ المؤشر العام لأسعار المستهلك 82 ومؤشر أسعار المستهلك الخاص بالطعام 74 عام 2005. وتصاعد المؤشران إلى أن وصل الأول 149 عام 2018 ووصل 153 العام الماضي. أما الثاني الخاص بالطعام فوصل 145 عام 2018، وبقي كذلك نهاية العام الماضي.
مصر: بلغ المؤشر العام لأسعار المستهلك 104 ومؤشر أسعار المستهلك الخاص بالطعام 106 عام 2010. وتصاعد المؤشران إلى أن وصل الأول 275 عام 2018 ووصل 294 العام الماضي. أما الثاني الخاص بالطعام فوصل 330 عام 2018، ووصل 336 نهاية العام الماضي.
البرازيل: بلغ المؤشر العام لأسعار المستهلك 79 والمؤشر الخاص بالطعام 74 عام 2005. وتصاعد المؤشران إلى أن وصل العام قرابة 162 عام 2018 ووصل 167 عام 2019 أما الخاص بالطعام فوصل 178 عام 2018 ووصل 186 وسط العام الماضي.
أمريكا: بلغ المؤشر العام لأسعار المستهلك 90 ومؤشر أسعار المستهلك الخاص بالطعام 89 عام 2005. وتصاعد المؤشران إلى أن وصل الأول 115 عام 2018 ووصل 118 العام الماضي. أما الثاني الخاص بالطعام فوصل 111 عام 2018، ووصل 112 نهاية العام الماضي.
ويلحظ أن الرقم القياسي لأسعار المستهلك لفئة الإنفاق على الطعام في السعودية قد ارتفع من قرابة 103 بداية العام، إلى قرابة 109 نهاية مايو الماضي، أي بنسبة تزيد قليلا على 1% شهريا. وارتفع في أمريكا والاتحاد الأوربي وبريطانيا بما يتراوح متوسطه غالبا بين 1 و2% شهريا خلال الفترة نفسها. المصدر مواقع جهات إحصائية رسمية في تلك الدول. أذكر منها:
https://www.bbc.com/news/business-47796177
https://www.newfoodmagazine.com/news/109350/uk-food-prices-remain-low-despite-rising-costs-brc-reveals/
https://www.iamexpat.de/lifestyle/lifestyle-news/cost-food-germany-rose-sharply-march
سؤال: لماذا ارتفعت أسعار الطعام في الدول؟
تكاليف الاستيراد والتخزين والطلب المحلي على الطعام سواء بالجملة أو التجزئة غالبا لم تنخفض داخل دول العالم، تأثرا بالفايروس. بل متوقع العكس. ذلك أن القيود المفروضة على الحركة وبعض الأنشطة خفضت الطلب على سلع. وبالمقابل، زادتها على المأكولات والمشروبات. ومن جهة أخرى، القيود على أنشطة المحلات التي سمح لها بالعمل خلال الإغلاق زادت بعض تكاليف تشغيل بصورة عامة.
سؤال: لماذا كان مؤشر الفاو الدولي في انخفاض، عكس اتجاه المؤشرات المحلية؟
المؤشر الدولي لمنظمة الفاو يحسب على أسعار الصادرات بالجملة عند حدود الدولة المصدرة، ولا يدخل في احتسابه أي تكاليف بعد ذلك من نقل أو رسوم جمركية أو تخزين أو تشغيل أو غيرها داخل البلدان المستوردة. وهذا فرق جوهري بين المؤشر الدولي ومؤشرات المستهلك المحلية للدول.
توضيح:
ترجمت كلمة food بكلمة طعام، وليس كلمة غذاء. إن كلمة طعام هي الكلمة الفصيحة في اللغة العربية للدلالة على ما يؤكل عامة، وقد وردت في القرآن الكريم وفي السنة النبوية في مواضع كثيرة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال