الاستثمار في البلوكشين

في الوقت الذي انخفضت فيه مبيعات كثير من الشركات العالمية بسبب الركود الاقتصادي الحاصل جراء تعطل الأعمال التجارية خلال جائحة كورونا قررت أكبر الشركات في منطقة آسيا المتخصصة بالتجارة الالكترونية شركة علي بابا أن تقدم حلولا لأعمالها خلال فترة الجائحة من خلال تطوير عملها التجاري بتبني تقنية البلوكشين التي ستسمح للمشترين والبائعين والشركات اللوجستية والبنوك والجمارك ومسؤولي الضرائب بإجراء معاملات تصدير واستيراد رقمية بدون تلامس. و هو ما كانت تخطط له الشركة بتحقيقها للنمو بزيادة نسبة مبيعاتها السنوية من خلال الوصول لأكبر عدد من المستهلكين حول العالم بتقديم خدمات ذات جودة عالية باحترافية تنال رضاهم دون انقطاع.

تعتبر تقنية البلوكشين لغة مشتركة بين البزنس والتكنولوجيا وهي تقدم حلولا للأعمال . تقوم هذه التقنية بتخزين كميات كبيرة من المعلومات التي تعتمد على سهولة وسرعة نقل البيانات وربطها مع جهات مختلفة.ان دخول البلوكشين لعالم الأعمال يوفر مزيدا من الشفافية و عدم مركزية الأعمال وزيادة درجة اليقين من تنفيذ وإتمام العمليات والتأكد من وصولها بأمان و سرية مما يوفر السرعة في المعاملات.

لا تقتصر استخدامات هذه التكنولوجيا على قطاع معين فنجد تطبيقاته يستفاد منها في مجالات مختلفة مثل :علاج مشكلة عملية نقل الأموال بأن تكون مباشرة بين الطرفين بدون وجود جهة وسيطة أو طرف ثالث و برسوم أقل و مدة أقل مما يقلل الأخطاء البشرية و مشكلة فقد المعلومات و يسرع أداء الأعمال و يجعلها تتسم بالشفافية و الوضوح. وقد صرحت ساما التي تعتبر من أوائل البنوك المركزية المستخدمة لتطبيقات البلوكشين في المجال المالي بتبنيها تقنية سلسلة الكتل البلوكشين لإيداع جزء من السيولة التي أعلنت عن ضخها في القطاع المصرفي , و تعتبر مؤسسة النقد العربي السعودي من أوائل المصارف المركزية في العالم المواكبة للتقنيات المالية و ذلك من خلال تبنيها تقنية سلسلة الكتل البلوكشين في الحوالات المالية بين البنوك ( المصدر :موقع ساما ).

إن ما قامت به مؤسسة النقد العربي السعودي من اعتمادها لتقنية البلوكشين ماهو الا دليل على اعتماد المملكة كبيئة مركزية حاضنة و مطورة لتطبيقات التقنية المالية في اقتصادها الرقمي, و ان للتكنولوجيا المالية والابتكار في التقنية المالية أهمية في النمو في مستقبل اقتصاد مملكتنا الوطني.

و من الأمثلة التي يسلط عليها الضوء للاستخدمات المستقبلية للبلوكشين التي لها مستقبل من خلال اشراكها في المشاريع الابتكارية المختلفة : التمويل اللا مركزي وذلك بتقديم المنتجات المالية التقليدية عبر منصة البلوكشين ( القروض و برامج الادخار و المشتقات المالية).

أيضا في  المجال العقاري : كاصدار سندات ملكية المعاملات الرقمية بدون وجود وسيط وحفظ السجلات العقارية و المساعدة في تتبع التحقق من الملكية و ضمان دقة الوثائق ونقل سندات الملكية بكل سهوله و سرعه. كذلك في المجال القانوني : العقود الرقمية المرقمنة بالاكواد.
و في مجال إنتاج الأغذية: من خلال ادراج التقنية بتتبع إنتاج الغذاء من المزارع الى المستهلك مما يؤمن سلامة الغذاء و وصول المنتجات طازجة للمستهلك الأخير.

و من الأمثلة ايضا لاستخدامات البلوكشين في القطاع الصحي: من خلال شبكة ربط و تبادل بيانات المرضى عن طريق منصة آمنة و تتسم بالخصوصية و السرية التامة يعتمد فيها اسم المريض و تاريخه المرضي و الأدوية الموصوفة له من قبل الأطباء السابقين مما يسمح بمشاركة السجل الطبي للمريض خلال هذه المنصة مع الطبيب بكل شفافية.

و في الختام يجدر الاشادة بانه يعتبر الاستثمار في البلوكشين والاستخدامات المستقبلية لها بيئة خصبة و نامية للاستثمار في مملكتنا الحبيبة و توجيه رأس المال الجريء للنمو من خلاله .