سوق المشتقات المالية

ذكرت عدة مصادر ان تاريخ المشتقات المالية يعود الي الالفية الرابعة قبل الميلاد في بلاد ما بين النهرين وكانت على شكل اتفاقيات بسيطة غير موثقة وتطورت مع مرور الزمن. في اوائل القرن التاسع عشر ومع ازدياد حجم التعاملات في المشتقات المالية اضطر مجلس شيكاغو للتجارة إلى إنشاء بورصة فرعية تسمى Chicago Mercantile Exchange والذي يعرف اليوم باسم CME  ويعد واحد من أهم أسواق المشتقات في العالم. 

المشتقات المالية هي نوع من الضمانات المالية (Financial Security) تقاس او تشتق قيمتها من التقلبات في سعر أصل اساسي او مجموعة من الاصول الحقيقية او المالية أشهرها (الاسهم – سندات الدين – البترول – العملات ونسب الفائدة وغيرها الكثير). تستخدم المشتقات المالية بشكل واسع في عمليات التحوط (Hedging) وهي عملية لإدارة مخاطر تقلبات الاسعار ونسب الفائدة عن طريق اتخاذ مواقف معاكسة ينتج عنها تقليل نسبة المخاطر المالية. كما تستخدم المشتقات المالية في عمليات المضاربة بالأسواق بهدف تحقيق عوائد مالية في حالات الارتفاع او الانخفاض بالسوق.

تشهد اسواق المشتقات المالية العالمية نشاطاً كبير في حجم التداولات وعدد الصفقات التي تتم في اسواق البورصة او خارجها. فقد قدر بعض المحللين حجم هذه الاسواق بعشرة اضعاف حجم الناتج المحلي الاجمالي العالمي في عام 2019م فيما يرى البعض بان هذه التقديرات مبالغاً بها بعض الشي ولكن المتفق عليه ان حجم التداولات ضخم جداً في هذه الاسواق. 

هنالك عدة انواع من المشتاقات المالية من اهمها أربع انواع رئيسية لكل نوع منها خصائص ومميزات وهي العقود المستقبلية (Future)  والعقود الآجلة (Forward) وعقود الخيار (Option) وعقود المقايضة (Swap). عادةً ما تكون هذه العقود بين طرفين او أكثر وتختلف حسب نوع وطبيعة العقد.

توفر المشتقات المالية الادوات الازمة لإدارة المخاطر للشركات والمستثمرين على حداً سواء كما توفر فرص استثمارية كبيرة ولكن في الجانب الاخر هي عمليات مقعدة جداً صعبة التقييم وتحمل الكثير من المخاطر على الرغم انها ادوات مساعدة في إدارة المخاطر على سبيل المثال كثير من العقود تعقد خارج اسواق البورصة مما ينتج عنها خطر عدم الوفاء من الطرف الثاني (Counterparty Risk) ايضاً مخاطر تقلب الاسعار (Price Risk) التي بدورها قد تتسبب في خسائر كبيرة بسبب صعوبة تقييم السعر العادل للمشتق.