الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كما أوضحت سابقاً أن مستقبل العمل يتطلب التعلم والتطور المستمر من الجميع واكتساب المهارات التي يمكن من خلالها مواكبة متطلبات المستقبل، لكن مع التطور التكنولوجي وتطور العمل يبدو أن التعلم التقليدي لا يواكب التطلعات. ومن أجل أن تحافظ المنشآت على تنافسيتها في السوق ومواصلة تطور موظفيها تبحث عن بدائل ونماذج جديدة للتعلم، وأحد هذه النماذج هو نموذج التعلم في الوقت الفعلي، لذا اليوم أود أن ألقي الضوء على ماهية التعلم في الوقت الفعلي، وكيف يمكن للموظف والمنشأة الاستفادة منه، وهل هو نموذج التعلم للمستقبل.
لسنوات طويلة كان مديرو التدريب والتطوير يقدمون المواد المعرفية في شكل دورات تشبه الدورات الدراسية في الجامعات، لكن مع الوقت والتطور الذي نشهده نرى أن هذا النوع من التعلم أصبح غير فعال، والسبب أنه غالباً يتطلب من المتعلم وقتاً زمنياً محدداً والذي يصبح من الصعب الالتزام به من قبل الموظفين العاملين. كما أن محتوى هذه الدورات غالباً لا يتم تطبيقه على الفور بشكل عملي مما يجعل الكثير من الموظفين ينسون ما تلقوه من معرفة قبل أن يتاح لهم تطبيقها، بالإضافة إلى أن الدورات تكون غير مصممة لاحتياجات كل فرد منها، فقد يستفيد أحد المتلقين بنسبة بسيطة من الدورة بسبب معرفته لبعض أجزاءها. وكما هو معروف أن معظم هذه الدورات تستغرق وقتاً طويلاً للانتهاء منها، وقد تكون مناسبة للبعض وغير مناسبة للآخرين، لذا يبدو ان نموذج التعلم في الوقت الفعلي هو الأمثل لمستقبل العمل.
إذا كنت بحاجة إلى معرفة محددة لتجعلك قادراً على القيام بوظيفة ما، غالباً ما تحتاجها بشكل فوري، لذا نموذج التعلم في الوقت الفعلي يؤدي بأن تصبح المعرفة التي يتلقاها الموظف كشكل من أشكال المساعدة والتوجيه التي تتوفر في وقت الحاجة إليها بدلاً من حضور دورة تدريبية طويلة عبر الإنترنت للعثور على المهارة أو المعرفة المحددة التي يريدها الموظف في ذلك الوقت. أيضاً يساعد التعلم في الوقت الفعلي على ثبات هذه المعرفة وتمكين الموظف منها من خلال التعلم أثناء العمل، فمع تطبيق المعرفة مباشرة على سير العمل الخاص به، يساعد ذلك الأمر على الاحتفاظ بهذه المعرفة أو المهارة، فببساطة التعلم في الوقت الفعلي هو اكتساب المعرفة والعلم بناءً على الاحتياجات الفورية.
في تقرير صادر عن لينكدان عام 2018 أوضح ما يقرب من 49% من الموظفين أنهم يرغبون أن يكون التعلم متاحاً عند الحاجة إليه، لذلك يتماشى التعلم في الوقت الفعلي مع احتياجات الموظفين وتوقعاتهم بأن يكون التعلم متاحاً بسهولة وفي الوقت المناسب، حيث يزودهم بمعلومات محددة دقيقة تساعدهم في سياق عملهم، وتساعدهم في أداء مهامهم بشكل أفضل.
وعلى الرغم من أنه حتى الآن لم تتخذ الكثير من المنشآت هذا النموذج وتعتمده في عملية تطوير وتعلم موظفيها، إلا أننا نرى أن سلوكيات الموظفين تتغير بسرعة وهناك ضرورة لمواءمة توقعاتهم لطرق وآليات التعلم الحديث، لذا في الأسبوع القادم بمشيئة الله تعالى سوف أستكمل الحديث حول التعلم في الوقت الفعلي وفائدته للمنشآت.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال