الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تشجيع الحوار الثقافي يدخل ضمن نطاق رؤية وزارة الثقافة، وهو بالأساس أمر ليس بالهين، لا سيما وأنه معني بأفكار تشكلت عبر سنوات طويلة حتى أنها تكاد تصبح جزء من الشخصية. لا أدري لماذا طافت بي كثير من الأفكار وأنا أقرأ هذه الرؤية ؟ لكن ما حصل في حقيقة الأمر هو أنني بدأت أتساءل في قرارة نفسي: كيف يمكن لكل مواطن أن يساهم في عملية الحوار هذه ويشجع عليها بحيث ينتج عنها تلاقح للأفكار، فتنضج وتتطور حتى تصبح أكثر نفعاً للمجتمعات.
التقنية ربما تكون أحد الأبواب، بل هي في عصرنا الحالي الذي يتسم بتحولات متسارعة تكاد تكون أوسعها. ولكن إذا سلمنا جميعا بأهمية هذا الأمر، وجماله على المستوى النظري، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بعد ذلك هو كيف ننتقل إلى مرحلة التطبيق ونخرج بفكرة يمكن أن تحدث نقلة نوعية على جميع الأصعدة، آخذين بعين الاعتبار أن هذا الكيان الذي نتحدث عنه اليوم ،وأعني به وزارة الثقافة هو كيان ناشئ وبحاجة أكثر من غيره لرؤية ثمار النجاح تتحقق كواقع ملموس.
لو حولنا منحى التفكير لينطلق من فكرة أن كل شخص على هذه البسيطة لديه ما يستطيع أن يساهم به على المستوى الثقافي، فكيف لنا نحن أن نسهل هذا الدور لتكون عملية المشاركة سلسة ، سريعة وتحقق الفائدة لكل مشارك ، مع ضمان أن هذه الفكرة لابد أن تخدم أهدافنا؟
كثيرون هم أولئك الذين يمكن أن ينجذبوا لتطبيق تقني يعتني بمسألة المزادات على التحف النادرة ، فيستطيعوا عرض تلك المقتنيات التي يملكونها على الملأ دون تردد ، وكل ذلك تحت إشراف جهة موثوقة. تهتم هذه الجهة بوضع الأطر التي يتم من خلالها تبادل المنافع، فتتابع ما يطرح في هذا التطبيق من حوارات، وتسعى لتوثيقها وأرشفتها. أعتقد أننا سنكتشف مع الوقت من خلال هذه النقاشات في ساحات المزادات الافتراضية مواهب كثيرة وإرث كبير قد يصعب التعرف عليه في ظل الظروف الطبيعية.
أما لو حاولنا أن نذهب بالتفكير أبعد من ذلك، فلعلنا نكون أمام حراك عالي وزخم من الأحداث والفعاليات التي يتم تنظيمها بشكل دقيق حتى تسفر عن صناعة متكاملة تسهم في إثراء معرفي، ومحتوى يحفظ للتاريخ من خلال تقارير دورية، ودعم لا محدود للاقتصاد. وما يعزز من وجهة النظر هذه أن كثير من تلك الأعمال التي ربما يتم اكتشافها لها قيمة قد لا يدركها البعض فتسهم أيضا في جذب استثمارات لإخراجها في أحسن حال.
الواقع أن الحراك المتسارع على المستوى الثقافي مؤخرا يبشر بكثير من الخير، وهو في ذات الوقت يدفعنا جميعا لننسجم مع هذه المنظومة، ونتناغم مع أداؤها حتى تكون الحركة في ذات الاتجاه. صحيح أن الهيئات عليها مسؤولية كبيرة في هذا السياق، لكن لا يجب أن يترك الأمر برمته لها، فهي بحاجة لكل فكرة تسهم في التطوير مهما كانت هذه الفكرة بسيطة في ظاهر الأمر.
لا ننسى أيضا أن الحوار الثقافي هذا هو مسعى لحل المشكلات، فهو بذلك يهتم بعرض الحلول بشتى درجاتها، لتأتي بعد ذلك مسألة اختيار الأصلح منها.و المهم في هذه المرحلة كما أراه هو عدم التقليل من قيمة أي فكرة، لأنها ربما تصنع التغيير المنشود.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال