الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لطالما كان اللون الأخضر بالنسبة لك لغة جمال واطلالاته تعني منظراً مبهجاً يترك اثراً يوحي بالبهجة والنقاء والسرور وحب الحياة والحيوية، سلوك التحول نحو مسارات النمو الأخضر تُقاس بدرجات الاستجابة التنفيذية لأهداف تُوصلنا للاقتصاد الاخضر ، انها منظومة متكاملة الكلُ شريكاً بها ، فالعالم اليوم يعمل جاهداً لدعم هذه المسارات.
ولعلنا نستذكر معاً الجهود الدولية لخفض انبعاثات الكربون واتفاقيات المناخ كل هذا من اجل ان تكون البشرية اكثر صحة لتكون اكثر انتاجاً ، الوقاية خير من العلاج وبعد الوقاية تأتي مراحل رحبة من التسارع في عجلة الاقتصاد الاخضر وهو ما سيولد قدرات اقتصادية بيئية وتدويرية ومشاريع جديدة تستقطب المزيد من الوظائف المباشرة والغير مباشرة.
الاقتصاد الاخضر هو التفسير الذي يعني كيفية تأثير النشاط الاقتصادي على البيئة التي نعيش بها مما يحقق منافع تدعم الابتكار والنمو المستدام ومنه تُقاس تلك النتائج بالقيمة النفعية الخضراء التي تحقق جودة الحياة والصحة والسعادة ، انه احد اهم الادوات المتاحة لتحقيق التنمية المستدامة التي تخلق الرفاه البشري انه يهتم أيضاً بالعمل على الحد من الانبعاثات الكربونية ومنع فقدان التنوع البيولوجي مع تعزيز ثقافة الوعي البيئي.
مما لا شك فيه فإن المنظور البيئي يسير في خط متوازٍ مع المنظور الاقتصادي ولطالما كان للبعد الاستثماري الجديد في هذا المجال الحضور الأهم ، في حين يتوقع تقرير الاقتصاد المناخي الجديد (اطلاق العنان للنمو الشامل للقرن 21) الصادر مؤخراً عن البنك الدولي خلق اكثر من ٦٥ مليون وظيفة حول العالم بحلول 2030 والذي سبقه تأسيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة الهادف الى التنسيق ومساعدة الدول النامية لتنفيذ الممارسات السليمة بيئياً ووضع الحلول المناسبة لتجاوز اي عقبات في هذا الاتجاه وقدم البرنامج على العديد من المؤتمرات والاتفاقيات ومن اهمها اتفاقية الامم المتحدة الاطارية بشأن التغير المناخي واتفاقية مكافحة التصحر .
لقد حملت رؤية المملكة 2030 ضمن مستهدفاتها الارتقاء بعناصر الاقتصاد الاخضر والمستدام وعقدت في ذات الشأن العديد من ورش العمل والملتقيات العالمية واستقطبت الخبرات السعودية والعالمية للبدء في تنفيذ خارطة طريق تنفيذية طموحة نحو ذلك. كما ان المملكة تلعب دورا بارزا في هذا الاتجاه كرئيس لمجموعة دول العشرين التي كان ملف المناخ احد ابرز اجنداتها اضافة الى التزامها الجاد باتفاقية باريس المناخية، لقد دخلت المملكة ايضا في تنفيذ برامج بكفاءة عالية في مجال الطاقة المتجددة ونشر الوعي المجتمعي حول استهلاك الطاقة والبدائل وهناك حقيقة اجهزة معنية بكفاءة الطاقة وترشيدها وعلامات ومدلولات توعوية بات يعرفها المستهلك حول سبل ترشيد الطاقة بدءً من الاجهزة المنزلية وانتهاء بالسيارات كما اننا نسير نحو مرحلة طموحة تهتم بالتوسع الكبير في الغطاء النباتي الاخضر وتشحيع الزراعة ومكافحة التصحر وحماية البيئة بشكل افقي شمولي مستدام ومتنوع .
مجمل القول: الاقتصاد الاخضر هو اسلوب مؤسسي يهدف الى خلق مجتمع وبيئة نظيفة تدفع نحو الامام بالتنمية الاقتصادية المستدامة التي تعتمد على استخدام الموارد الطبيعية القليلة او الخالية من التلوث بكفاءة وصولا الى تعزيز الاستثمارات وفرص العمل ونتاجاً لهذه المعطيات اكدت رؤية المملكة 2030 على المضي قُدماً في هذا الاتجاه ونعول على القطاع الخاص كثيرا بخلق وتنفيذ مبادرات استثمارية نوعية تسهم في هذا التحول الاخضر ، نعم لدينا الممكنات الطبيعية والثقافية وهذا بحد ذاته الخطوة الاهم نحو النجاح.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال