الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الاقتصاد لا يخلو من تبعات مباشرة وغير مباشرة بدء من الحروب وانتهاء بالأزمات والصراعات الباردة وحتى لو تجاوزنا ذلك يبق الشغل الشاغل للاقتصاد حل المشكلة الاقتصادية بتوظيف كافة عناصر الانتاج والتي بطبيعتها محدودة ونادرة ، واضف لها تعقيدات وفلسفة الانظمة الاقتصادية المتباينة والعولمة كما هو الحال اليوم مع مستقبل ما بعد كورونا ، من الصعب في عالم اليوم معالجة القضايا المتشابكة والتي انتجتها افرازات القوة والضعف والهيمنة والنزاعات والادوات الاقتصادية ، لكن التوجه الذي تنظر له العديد من المجتمعات يكمن في قوة الاقتصاد وأمانه أولاً وثانياً فهذه القوة هي في نهاية المطاف ما سيسهل النتائج المتوقعة من المجالات الاخرى بكافة انواعها ويحرز التقدم المنشود ..
لطالما ادت تداعيات الحروب الى خلخلة الاقتصاد واعادته الى المربع الاول ناهيك عن الاثار الزمنية التي تخلفها اليوم وغدا وفي المستقبل ، بيد ان الركون الى نتائج الازمات فحسب هو بحد ذاته لم يقدم شيئاً ، اليابان والمانيا وغيرها من الدول عندنا خرجت من حروبها وضعت خطواتها التصحيحة على عتبة الاقتصاد أولاً وحيدت جانبا الاصوات والاعلام والجدل الذي لا يفضي لشيء ، هنا برز الاقتصاد اللاعب الاساس والذي معه نقل تلك الدول الى مصاف الدول المتقدمة والامثلة كثيرة فكانت نظرتها التصحيحية ترتكز على الاستثمار في رأس المال البشري ، التقنية ، الصناعة .
الاقتصاد عالم من الحقائق لا الخيال ، هو ببساطة الجواد والفارس الذي سيحقق الانتصار وقصب السبق الذي يطور المجتمعات وينقلها الى النمو والتقدم الحضاري ، فالواقع والحقائق فقط هي التي ستقود الى الانتاج الكفؤ والتشغيل وتطوير اساليب الاداء العام ومحاكاة المستقبل واستشرافه .
مجمل القول : اقتصاديات السلام Peace Economics هو احد فروع علم الاقتصاد الذي يهتم بدراسة السياسات الاقتصادية ونشاطاتها التي تحد من الصراعات والخلافات الدولية والمجتمعية ويفسر ايضا الفوائد من التنمية والتطور التي تنتج عن السلام والاستقرار كما انه يرتكز على الترابط المُستدام والتقارب الاقتصادي والتعاون بين الدول وحل القضايا العالقة وتوفير مناخ آمن يحفز المجتمعات على الشعور بالامان والاستقرار للوصول الى تعاظم اوسع في الانتاج وخلق بيئات استثمارية جاذبة وآمنة ، فعندما يرتبك الاقتصاد من الازمات فإن المواجهة والتعافي تتطلب وقتاً وسياسات اقتصادية مختلفة لذلك فإن الكل يطمح دائماً الى الاقتصاد الآمن الذي يكمن في السلام وكفاءة التشغيل للموارد المتاحة بما يحقق النمو والازدهار المأمول .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال