الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
“نحن نعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنيات غير المسبوقة وآفاق نمو غير محدودة، ويمكن لهذه التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في حال تم استخدامها على النحو الأمثل أن تجنّب العالم الكثير من المضار وتجلب للعالم الكثير من الفوائد الضخمة”، كانت هذه المقدمة هي كلمة ولي عهد مملكتنا الحبيبة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان فيما يخص الذكاء الاصطناعي.
ومنذ إطلاق ولي عهد المملكة لهذه الكلمة، والمملكة تسعى حثيثًا بتطبيق الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات ، فقامت بإجراء خطوات عملية عدة، منها إدخال الذكاء الاصطناعي والروبوتات في مفاصل الدولة والمؤسسات الرسمية، فنجد وزارة التعليم ممثلة بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني من الوزارات التي اهتمت بهذا المجال، حيث أخرجت روبوت يحمل اسم “تقني” ومنحته بطاقة أول موظف آلي، وتنحصر مهامه بخدمة العملاء من خلال جهاز تقييم الكتروني، بالإضافة بقيامه بإيصال رسائل لزوار معارض وأنشطة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. وكذلك تم تطبيق الذكاء الاصطناعي أيضًا في العمل الصيدلي، وفي مدينة نيوم المستقبلية. وأظهر تطبيقه فيها إنجاز منقطع النظير، ومن أوضح الأمثلة على فوائد وعوائد تطبيق الذكاء الاصطناعي هو ما قامت به مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض الأسبوع المنصرم من احتفال بسبب نجاح المستشفى في عملية تطبيق الذكاء الاصطناعي في تعاملها مع أزمة كورونا في كافة الاتجاهات سواء الطبية أو البحثية أو الإحصائية أو المساعدة في اتخاذ القرارات العاجلة والمدروسة بشكل دقيق جدًا.
والذكاء الاصطناعي أخي القارئ له عائد اقتصادي منقطع النظير ؛ وتشير إلى ذلك دراسة ألمانية حملت عنوان “للذكاء الاصطناعي فعل السحر على اقتصاد ألمانيا” بذكرها أنه في حال استخدام الذكاء الاصطناعي في الشركات الألمانية في جميع أنحاء البلاد، فإن نمو إجمالي الناتج المحلي سيرتفع فعليا بنسبة تزيد على 13% حتى عام 2025م، وأوضحت الدراسة التي دعمتها شركة فودافون العملاقة للاتصالات فيما يخص القلق من تسبب استخدام الذكاء الاصطناعي بارتفاع نسب البطالة بتوضيحها أن أكثر من 70% من الاستخدامات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لن تكون بديلًا عن العاملين، وإنما سترفع من القدرة على الإبداع وإمكانيات المنافسة بالتعاون مع القوى العاملة. وهذا يدل على أن الذكاء الاصطناعي ليس أحد مسببات البطالة حتى يقوم البعض بمحاربته أو الخوف من تطبيقه، بل يعتبر أحد العوامل المساعدة في القضاء على البطالة، بل أن من أبرز إيجابيات استخدام الذكاء الاصطناعي في المؤسسات فيما يتعلق بالعمالة والموظفين أنها يلزم العامل او الموظف الذي يرغب في البقاء على وظيفته؛ بتطوير ذاته باستمرار تطويرًا يتماشى مع التقدم العلمي والاقتصادي. فلم يعد هناك مجال لبقاء الموظف كما هو دون تطوير، وهذا ما يجعل من أن عملية استخدام الذكاء الاصطناعي تحسن من تأثير العمل البشري، وتؤدي بذلك أيضا إلى زيادة القيمة المضافة للعاملين أنفسهم. فالذكاء الاصطناعي يأتي أولاً لتحسين أنشطة الكمبيوتر إلى الكمبيوتر (أو من آلة إلى آلة) قبل استخدامه للتخلص من الوظائف، فنجد مثلًا شركة أمازون العالمية عندما انضم إليها “جوزيف سيروش” وقام بتطبيق الذكاء الاصطناعي فيها خلال الفترة ( 2004 إلى 2013) نمت مجموعته العمالية من 35 شخص إلى 1000 شخص، وفي نفس الوقت نمى العائد الاقتصادي بمقدار عشرة أضعاف، وهذا يعني القضاء على البطالة وليس المساهمة في إيجاد البطالة.
والحديث حول عوائد الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات يطول؛ ولكن كما بدأنا المقال بذكر اهتمام المملكة العربية السعودية بتطبيق الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات، نختم المقال بما أشارت إليه منظمة اليونسكو في اجتماعها بالصين “2019” بأن الذكاء الاصطناعي يعتبر أحد أهم الطرق والوسائل المؤدية إلى تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة والذي ينص على “ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال