3666 144 055
[email protected]
يوم وطني جديد يؤكد مجددًا أنَّ حكومتنا الرشيدة ماضية بخطوات حثيثة نحو تحقيق تطلُّعاتها لمحاور ثلاثة أصيلة-مجتمع حيوي، وطن طموح، واقتصاد مزدهر – ، وحريصة كل الحرص على مواصلة مسيرة التنمية وتحقيق أهداف رؤية 2030، وتوفير كل ما من شأنه أن يدعم هذه المسيرة، ويعزز جهود الارتقاء بالمملكة، وتوفير سبل الاستقرار والرخاء لشعبها ..
والحق أن ما مرت به مملكتنا الغالية خلال مسيرة نهضتها القصيرة تحت القيادة الحكيمة لسلمان الحزم ومحمد العزم–حفظهما الله وأطال في عمرهما- وعلى مدى أكثر من 5 أعوام، كان يتم وفق سياسة واضحة المعالم، راسخة الأركان، متكاملة البنيان، عهدها وفاء وأمانة، ومسارها استقامة وعدل، وغايتها تنمية ورخاء.
فمُنذ أن تولى سلمان الحزم مقاليد الحكم، وبلادنا تشهد جهودًا للتحديث والتطوير بشكل لم تعهده المملكة من قبل، والإصلاحات الهيكلية للدولة تمضي على قدم وساق .. مما يعكس الحرص السامي على إنجاز ما وعد به ولي العهد الأمير الملهم محمد بن سلمان -نصره الله – شعبه، بأسرع وقت ممكن، ومواصلة العمل من أجل الارتقاء بمملكتنا نحو مصاف الدول المتقدمة ،من خلال رؤية جديدة تهدف للوصول ببلادنا إلى استقرار مالي وتنمية شاملة بعيدًا عن النفط، بتوطين الصناعات ،والتركيز على قطاعات التقنية والذكاء الاصطناعي والسياحة والترفيه ، ودعم الابتكار والإبداع والفنون بشكل أكبر ، لتتكامل في ما بينها لصياغة اقتصاد سعودي جديد في المستقبل يرتكز على تنويع مصادر الدخل وتعزيز الناتج المحلي غير النفطي.
وعندما نتمعن بما تم تنفيذه من إجراءات إصلاحية وهيكلية، نجدها ارتكزت على رؤية مستنيرة قوامها التخطيط السليم والاستعانة بالكفاءات الوطنية، مع بروز عُنصري الشباب والمرأة-جناحا النهضة المتجددة- وتشكيل وزارات جديدة والبدء بالكثير من المشاريع الضخمة ، مثل : مشروع نيوم، ومشروع البحر الأحمر ، ومشروع القدية الترفيهي وغيرهما من مشاريع ومبادرات وبرامج تنموية ، ستطل علينا بنتائجها الإيجابية بشكل متواصل خلال الأشهر والسنوات القادمة بإذن الله.
وحتى نستوعب حجم التغيير الذي تشهده بلادنا وما ينتظرها من مستقبل واعد ، فضلاً عن إدراك آفاق هذه الحكومة الرشيدة ، يجب أن نتوقف عند جملة من النقاط، لعل من أهمها :
أولًا: تتوالى الأوامر والمراسيم والتوجيهات الملكية بشكل مستمر ؛ لتعديل بعض المسارات، واستكمال للبنية الأساسية في شتى مجالات الحياة، وتهيئة الرجال المخلصين ووضعهم في المكان المناسب ليكملوا مسيرة البناء والعطاء بأمانة وإخلاص. وهذا يؤكد أننا أمام حكومة تدرك جيدًا ما تعمل، تُتابع بشكل حثيث كل الوقائع والمستجدات ، وتُحدّث كل ما يلزم بشكل دوري وأسرع من توقعات المُجتمع ؛ فلا مجال لقرارات مُتسرعة أو غير مدروسة.
ثانيًا: لا مجال للوزراء والمسؤولين الجُدد لأي تراخ في العمل، أو إنشغال بجاه المنصب أو زهو باللقب، خاصة أن هناك عدسة مكبرة تتابع جهودهم، ونقد مُجتمعي بات الآن أشد وأعمق من ذي قبل، بفضل مناخ رحب من حرية التعبير في بلادنا عبر مختلف المنصات.
ثالثًا: (( همة حتى القمة )) عنوان المرحلة التي تعيشها السعودية حاليًا، همة تسير وفق نهج قويم يرتكز على رؤية واضحة، وإرادة صلبة وطموحة لتعزيز التنويع الاقتصادي، وترشيد الإنفاق الجاري، والتوسع في الاستثمارات وجذبها. وحسم الملفات المفتوحة والمعلقة وعلى رأسها: ملف الباحثين عن عمل، ومكافحة الفساد بشكل أقوى-ومحاسبة أي كائن من يكون-،وتوظيف الطاقات الوطنية، وتحسين وضع المرأة السعودية وتمكينها في المناصب القيادية .. وفي نفس الوقت وضع وترتيب أولويات الخطط والقوانين، وتفعيل الرقابة بشتى مجالاتها على المال العام ومصروفات المملكة بكل أشكالها. ..
وكل هذه النقاط استلزمت قرارات شجاعة وكسر للحواجز و تفكيك للقواعد التقليدية ،-نقصد هنا الهيئات والمؤسسات والوزارات التي مارست دورها الوطني على نحو بيروقراطيٍّ وإجرائيٍّ، رهن منظومة إجرائية تقليدية لا تستشرف المستقبل، وكانت فقط تدير الحاضر وتبني على الماضي، وكان عملها يخلو في كثير من الأحيان من الإبداع والتطوير الذاتي.
وأستطاعت الحكومة السعودية إنجاز تفكيك القواعد التقليدية وإتمام عمليات إعادة الهيكلة باقتدار وتميز، دون تأثير سلبي على مجريات العمل الحكومي لمؤسسات الدولة، وجاءت بأداء رشيق نال رضا المواطن والمتخصِّص؛ فقرارات تمكين الشباب والمرأة ، وتجديد دماء الوزارات ورؤساء الهيئات والمؤسسات وإعادة هيكلة الشركات الحكومية والصناديق السيادية وغير السيادية، والتعيينات الجديدة في المواقع القيادية المختلفة، كلها تمت على نحو اتسم بالانسيابية والسهولة والاستقرار الإداري.
وسيكتب التاريخ أن إعادة الهيكلة التي تحققت حتى الآن كانت انطلاقة لتغير جذري في اقتصاد في المملكة، وثورة تصحيح حكومية واسعة النطاق، وهمزة وصل بين نهضة سعودية وضعت الأسس المتينة للرخاء، ونهضة متجددة يقودها ((قائد شاب)) توسمنا فيه من صفات وقدرات تؤهله لحمل هذه الأمانة … وجاءت في خطوة لاقت ثناء وإشادة فئات المجتمع المحلي كافة، حولت المملكة لنموذج عالمي رائد، فضلًا عن الإعجاب الدولي المتزايد بشخصية الأمير محمد بن سلمان وحنكته الإدارية والسياسية في الداخل والخارج.
وختاما .. سيظل شعب المملكة يفتخر ويفاخر بشخصيتي سلمان الحزم ومحمد العزم، لما لهما من فكر ثاقب ورؤية مستقبلية حكيمة أسعدوا بها المواطنون عامة، وشباب ونساء المملكة خاصة، وتلمس خيراتها كل من يقيم على أرض السعودية، ومن يقصدها للزيارة والسياحة أو للعمل . وسيستمر أبناء المملكة البررة، مخلصين لقائدهم وولي عهده الأمين، عازمين على بذل الغالي والنفيس من أجل أن ترقَى السعودية وتعلو إلى سماوات السؤدد والرخاء.
ولم يبالغ الشاعر مصطفى بليلة عندما قال :
روحي وما ملكت يداي فداهُ .. وطني الحبيب وهل أحب سواهُ ..
يتبقى القول ..
والله ما مثلك يالسعودية بهالدنيا بلد ..
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734