الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مع انخفاض أسعار النفط هل توقفت المحركات الاقتصادية لرؤية 2030؟
لعل هذا السؤال الأبرز الذي يطرحه الإعلام العالمي كلما تناول الحديث عن الاقتصاد السعودي.
وقد يجهل الكثير من المهتمين بالشأن الاقتصادي السعودي من الإعلام الخارجي أن رؤية المملكة 2030 صُممت لتعمل حتى عند أسعار نفط منخفضة.
كما أعلن عنها مهندس الرؤية وقائدها سمو الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله في إحدى المؤتمرات الصحفية مع بدء انطلاق الرؤية وأكد بأن الرؤية صُممت لتعمل حتى عند أسعار نفط منخفضة.
ولعل انخفاض أسعار النفط العالمية المتأثرة بجائحة كورونا وضعت الرؤية تحت اختبار ضغوط أسعار نفط منخفضة وصلت إلى 20دولار للبرميل الواحد .
لكن النتائج كانت مذهلة لا يمكن لأي عقل اقتصادي أن يتوقع تلك النتائج.
فتحولت الرياض إلى مركز العالم للوصول إلى اتفاق موازنة أسواق النفط العالمية بمشاركة كل دول العالم المؤثرة من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية بالإضافة إلى دول منظمة أوبك.
مما يعكس متانة وقوة وثقة العالم بقدرات الاقتصاد السعودي لمساعدتهم على تجاوز الأزمة ونجاح الاجتماع.
كذلك استطاعة محركات الرؤية من التحول إلى اقتصاد أزمة بمرونة وسلاسة عالية للحفاظ أولا على صحة المواطن والمقيم على أرضنا الغالية من خلال المرونة التي أوجدتها الرؤية في مراجعة الموازنة كل ربع سنوي مما أتاح سهولة تمويل وزارة الصحة بالأموال والبرامج اللازمة دون تأخير.
كذلك رأينا سرعة حركة صندوق الاستثمارات العامة لاقتناص الفرص وتحقيق أرباح مالية عالية خلال فترة الأزمة.
كذلك رأينا كيف نجحت سياسات التحول الاقتصادي من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منافس من خلال مشاركة القطاع الخاص في توفير الخدمات الأساسية من صحة وتعليم برغم الإغلاق الاقتصادي الذي لم يزل ساريا في المملكة.
حتى وزارة العدل أدخلت القطاع الخاص ضمن منظومة المحاكم وأقرتها ضمن الإصلاحات التنظيمية التي أعلنتها مؤخراً من مشاركة القطاع الخاص في إدارة جلسة الحكم وتبادل المذكرات عن بعد دون أن يشعر المواطن بأي تأخير في سير حياته الطبيعية.
وهذا النجاح الذي تحقق في إدارة الأزمة الاقتصادية برغم انخفاض المصدر الرئيسي للدخل يدل على أن التمسك برؤية 2030 كخارطة طريق للمستقبل أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.
فالرؤية الحكيمة جنبت الاقتصاد السعودي الوقوع في الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه كثير من الحركات الاقتصادية التصحيحية العالمية التي حققت نجاح في بداية انطلاقها وما أن تأثر الدخل الرئيسي لتلك الدولة حتى توقفت محركات تلك الرؤية وتسببت في كوارث اقتصادية انعكست على جميع نواحي الحياة.
كما حصل في الصين عندما تسبب الجفاف في مطلع ستينات القرن الماضي من انهيارات اقتصادية ومجاعة عارمة جعلت ماو يتخلى تماما عن حركته الاقتصادية المسماة القفزة الكبرى إلى الأمام، ويقتنع بالانفتاح العالمي وإدخال التنافسية الرأسمالية كأساس للإنتاج.
وكما حصل أيضا مع رؤية شاه إيران الذي بنى إيران الحديثة مع ارتفاع أسعار النفط في أواخر الستينيات، وما أن بدأت أسعار النفط بالانخفاض عام 1976م حتى توقفت محركات الرؤية وتخلى حلفاء إيران عن الشاه وخرج الشارع الإيراني الجائع عن السيطرة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال