الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لا شك أن أحد مزايا غير السعودي في العمل أنه يستقر “يقعد” في العمل مع كفيله سواءً عامله بما يستحق أو لا يستحق فالمهم هو إرضاء الكفيل! إشكالية خلقت نوع من الإلزامات للموظف مع كفيله خوفاً من الهلاك “خروج نهائي”. كثيراً ما نسمع أن السعودي لا يستقر في مكانه ويتنقل بين الشركات لأنه حرّ طليق ولا يحتاج إلى أي موافقة، فقط إخطارٌ مسبق. المقارنة الآن ستكون أكثر عدلاً وإنصافاً لنرى مدى الاستقرارية بين الموظفين. إن الموظف السعودي إذا ارتاح في مكان عمله ورأى نفسه تتطور فإن 500 ريال ليست بسببٍ كافٍ للانتقال بعكس غيره (وذلك بسبب العملة).
أحد أهم المزايا أنها فتحت للأجنبي الحرية في التنقل بين المؤسسات باحثاً عن العمل الأفضل والذي يخدم أهدافه وطموحه الشخصية. قرارٌ شجاع كهذا سيرفع مستوى الاستثمار الأجنبي في المملكة. وفي المقابل، إن تغيير كهذا سيزيد الضغط على الشركات والإدارات العليا بل حتى الشركاء والملاك لاحتواء الموظفين بكل جنسياتهم.
القطاع الخاص يحتاج إلى مزيد من الاستثمار والتطوير الجوهري في طريقة احتواء الموظفين من ناحية التحفيز والتدريب والتطوير الجوهري حتى للبنية التحتية للمباني والمكاتب بل حتى الجوانب الترفيهية! لأن الكل أصبح يتغير ويتنقل وينظر للأفضل من نواحٍ متعددة.
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قد تكون الأكثر تضرراً، لكنه في نفس الوقت سيحفّز الملاّك للتغيير الحقيقي في طريقة الإدارة Retention Plan وأعتقد أنه سيتوجه الكثير منهم لتوظيف السعوديين ومراعاة احتياجاتهم وبناءهم بشكل فريد لأنهم أبناء البلد وهم من سيبقى مهما حصل.
كنت في جدال مع أحد التجار الذين أعرفهم بسبب قلة السعوديين في مؤسسته، فردّ قائلاً باختصار “يبي ويكند! ” وكأنه يطلب شيئاً استثنائياً، وذلك بسبب أن غير السعودي هدفه الرئيسي كسب رضا الملاك (الكفيل) مهما طلب منه، ولذلك متعود أن الكل يقول له “أبشر” .
لاشك أن الموظف غير السعودي رفع مستوى المنافسة في السوق من مهارات ومعرفة وتجارب سابقة، بالإضافة إلى التصرفات والسلوكيات غير الصحية (لكنها أحياناً جيدة في نظر التنفيذيين والملاك) كالبقاء في العمل لأوقات متأخرة ليلاً وعدم التقديم على إجازات وغيرها. التكامل والتنوع العرقي والفكري في المؤسسة سرّ من أسرار النجاح المؤسسات والشركات لأنهم يخلقوا نوعاً من التنافس وتلاقح الأفكار في البيئة الإيجابية. شركة قوقل Google على سبيل المثال في هذا العام 2020 وصل عدد البيض إلى 51% مقارنة بـ 64% في عام 2014*. التنوع مهم ويبقى أن أبناء البلد أكثر الناس استحقاقاً للاستثمار فيهم وتطويرهم مهما كلّف الأمر. من يقارن ويعتقد أن التجارة الحقيقية هي بالتحكم في حرية الموظفين وأنهم أرخص من السعودي فإنهم يميلوا إلى التفرد والتملك لا التكامل التطويري.
قرارٌ جريء يشجع ويحفز الاقتصاد المحلي ويستقطب طاقات دولية مهنية متعلمة، ويشجع في توظيف أبناء الوطن. متفاؤلٌ بالأثر الإيجابي طويل المدى ومصبرٌ للمؤسسات والملاك بالأثر اللحظي القريب…
دمتم بود وسعادة
https://www.statista.com/statistics/311810/google-employee-ethnicity-us/ *:
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال