الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعريف السخرة: السخرة باختصار هي العمل بدون أجر مادي.
للأسف الشديد، بالرغم اننا نعيش في القرن الواحد والعشرين، إلا أن السخرة مازالت حية على وجه البسيطة، هذا وان كانت اليوم تتخذ أنماط مختلفة. احد اوجه السخرة في وقتنا الحاضر هي السخرة الوظيفية.
حيث انه اليوم أصبحت اروقة الكثير من ادارات المنشآت بشقيها الخاص والعام حول العالم، مسرح لمثل هذه الممارسة السلبية، وأن كان ذلك بدرجات مختلفة.
تكون السخرة الوظيفية كاملة الاركان، عندما يقوم الرئيس في منشأة ما بحث المرؤوس على القيام بأداء مهام محددة و خاصة بالرئيس نفسه، بعيدا عن صميم عمل المرؤوس في المنشأة، وقيام المرؤوس بقبول وتنفيذ تلك المهام، رغبة منه او رهبة.
هذا بالرغم من ان المرؤوس (الموظف) يتقاضى راتبه من رب العمل، نظير عمله المناط به لصالح المنشأة، سواء كان رب العمل هذا جهة تجارية خاصة او جهة حكومية عامة.
حيث يكون المرؤوس (الموظف) يعمل في منشأة محددة بشكل رسمي، لكن في حقيقة الامر هو يقضي اغلب او جزء كبير من أوقات عمله في خدمة رئيسه، بعيدا عن صميم عمل المنشاة التي وظفته للخدمة بها والوقوف على مصالحها.
تتخذ السخرة الوظيفية أشكال مختلفة. بداية من توصيل أبناء المسؤول الى مدارسهم، اخذ شغالة المسؤول الخاصة إلى موعدها في المستشفى، القيام بالتسوق للمسؤول نفسه، وصولا الى عمل وكالة قانونية للموظف (المرؤوس)، وتكلفته بمتابعة القضايا والمعاملات الخاصة بالمسؤول (رئيسه).
يجب هنا أن أشير إلى أنه في كثير من الأحيان يكون المرؤوس هو من يبادر بعرض خدماته على المسؤول، وذلك للحصول على مميزات او حوافز وظيفية هو بالأصل لا يستحقها.
رغم تعدد أشكال السخرة إلا أنها جميعا تصب في خانة الهدر المالي للمنشأة، سواء كانت تلك المنشاة خاصة كانت أو عامة.
من وجهة نظري الشخصية، يتم غض البصر عن هذه الجريمة (السخرة الوظيفية) في المنشأة من قبل المنتمين اليها لعدد من الأسباب – مثل:
١- الجهل بقوانين العمل.
٢- الخوف من المسؤول.
٣- رضى الطرفين (الموظف والمسؤول).
٤- تبادل المنافع بين العاملين على حساب مصلحة المنشأة.
٥- أمور أخرى.
تجدر الإشارة هنا إلى أن للسخرة الوظيفية نتائج وخيمة على المنشاة – هذه بعض الامثلة:
اليوم تبذل الحكومات في دول العالم المتحضر قصارى جهدها في محاربة هذه الظاهرة ان صح وصفها بالظاهرة في بعض الدول، والمملكة العربية السعودية ليس استثناء، بل هي رائدة في محاربة مثل هذه الممارسات السلبية.
لذلك، ومن هذا المنبر الإعلامي المهم، أناشد الهيئة العامة لمكافحة الفساد (نزاهة) بأنشاء خط اتصال خاص ببلاغات السخرة الوظيفية ان وجدت، في المنشآت الحكومية و الخاصة. كذلك أيضا، أناشد وزارة العمل بسن القوانين المناسبة ، والعقوبات الرادعة لمحاربة مثل هذه الممارسات. اهم من ذلك، العمل على نشر الوعي بين افراد القوى العاملة في القطاعين الخاص والعام.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال