الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تسعى المملكة لتحقيق ريادة عالمية في تحول الطاقة ومفهوم الاستدامة من خلال مبادرتها التي تقدمها في عام رئاسة العشرين والمعنية بالاقتصاد الدائري للكربون. تضع مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون؛ المملكة في قلب الجهود الدولية للتصدي لتحدي تغير المناخ. لذلك لابد من تفعيل الابتكار التكنولوجي في تحقيق مستهدفات الاقتصاد الدائري للكربون، ضمن تكوين شبكة تعاون دولي لعولمة الابتكار التكنولوجي.
يمر قطاع الطاقة العالمي بمرحلة تغير سريع فرضتها سياسات تغير المناخ الدولية، في تفضيل تحول خيارات الطاقة عن مصادر الوقود الأحفوري نحو خيارات أخرى للطاقة منخفضة الكربون.
يصاحب هذا التوجه تفضيل مصادر قد تكون غير ناضجة اقتصادياً وقد تعرقل خطط التنمية المستدامة. وهنا تبرز العلاقات الدولية كلاعب مهم في تشكيل صورة التحول العالمي للطاقة بمفهومها الشمولي دون محاباة لتفضيلات معينة لمصادر الطاقة، بل لابد أن يكون التركيز على كيفية كبح الانبعاثات المساهمة في مشكلة تغير المناخ العالمي. بالنسبة للبلدان المصدرة للمواد الهيدروكربونية تمثل إحدى قضايا التحول الرئيسية في مجال الطاقة، تأمين علاقات متينة في مجال الطاقة مع البلدان التي المستهلكة للبترول. ولذلك تعتبر دبلوماسية الطاقة أداة مهمة تنطوي على تعزيز مصالح الدول من خلال العلاقات الثنائية أو متعددة الأطراف.
ولضمان أمن الطاقة تحتاج المجتمعات البشرية الحديثة للطاقة لتحقيق جملة من الأهداف التنموية، والاجتماعية، والاقتصادية. ولا يخفى على المتابعين لشؤون الطاقة، تزاحم الطرح العالمي لمواضيع الطاقة وتصدرها في أولويات جداول الأعمال في المنتديات العالمية، لتشكيل التفكير الاستراتيجي حول قضايا الطاقة الملحة مثل؛ قضية التغير المناخي العالمية، وحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، خصوصاً في حزمة البرامج الاقتصادية التحفيزية التي تعمل عليها حكومات العالم للتعافي من تبعات جائحة الفيروس التاجي المستجد-19، بقيادة البلدان الصاعدة، مما يعكس توسع الاقتصاد العالمي، والنمو السكاني، والتوسع الحضري، وتحسين الوصول إلى الطاقة. في الوقت نفسه، نحن جميعًا مشتركون في التحدي العالمي المشترك المتمثل في مكافحة تغير المناخ وحماية بيئتنا وتحقيق التنمية المستدامة.
في الآونة الأخيرة أصبح مفهوم الاستدامة ضمن الحوارات العالمية وساعد ذلك في تنامي الوعي والإدراك بأهمية إدماج الاستدامة في تلبية متطلبات الحياة الحديثة. فإن مستقبل العالم سيعتمد في النهاية على المنهج المتبع للحفاظ على البيئة والنمو الاقتصادي والدمج الاجتماعي. أما الحوارات العالمية القائمة فهي تظهر الدور الرئيسي الذي تلعبه الدبلوماسية على المستوى العالمي لإنشاء تكتيك ثابت ومسؤول، وتنفيذه وتحقيقه، وهو الأمر الذي أدى لبروز صيغة جديدة للدبلوماسية، وهي الدبلوماسية المستدامة. أشار سمو وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان في كلمته في قمة سنغافورة للطاقة؛ إلى أنه عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ بالتأكيد ستكون المملكة قائدة في إيجاد الحلول لمستقبل الطاقة النظيفة، حيث يحتاج المستهلك الآن إلى طاقة نظيفة أكثر من أي وقت مضى. نفخر في المملكة بأن تعمل دبلوماسية الطاقة لأكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، لأن يكون مسار تحول الطاقة العالمي نحو تحقيق التوازن بين التنويع الاقتصادي وتدابير التنمية المستدامة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال