الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لطالما كان سؤالاً مؤرقا أو طلبا مجهداً ذلك الذي يرتبط بأغلب الوظائف المتاحة التي تتطلب خبرة عملية لا تقل عن خمس سنوات، ترى كيف يتحصل العاطل عن العمل على هذه الخبرة التي سوف تؤهله لكي يتوظف سريعا لدى هذه الشركة أو تلك.!
أتسأل أيضا عن المناهج الجامعية وعلى الأخص العلوم التطبيقية وواقع الحياة العملية وذلك البون الشاسع بين ما يتعلمه الطالب ومايحصل على أرض الواقع، فهناك إختلاف جلي بين ما تعلمنا وبين الحياة العملية، ففي الوقت الذي يُفترض أن تكون العلوم التطبيقية معنية بتطبيق النظريات المرتبطة بحياة البشر لتحقيق التطوير والتغيير على مستوى الخدمات والتكنولوجيا نجد أن هناك صعوبة في الربط بينها وبين الواقع العملي وكأن ما درسناه شيء والواقع شيء آخر تماما.
أتذكر في هذا السياق حديثاً لسعادة الدكتور عبدالله نصيف مدير جامعة الملك عبدالعزيز سابقا يقول (التعليم عندنا غير تطبيقي ونشتكي دائماً من أن التعليم يُخرّج شباباً عندهم الشيء البسيط من المعلومات الأساسية في التخصص، لكن كونه يخرج إلى دولاب الحياة ويستطيع أن يعمل يحتاج إلى سنين حتى يتدرب، يحتاج إلى سنة أو اثنتين حتى يتدرب في كل التخصصات، ويمكن أن يُستثنى الطب من ذلك. وأقول: متى نرى تعليمنا وقد أصبح تعليماً تطبيقياً إيجابياً).
في الهندسة مثلا يغرق الطالب في نظريات لا أخر لها ضمن مناهج يحتوي بعضها على حصص معامل ومختبرات وتتضمن تجارب عملية نعم، وهي ضرورية دون شك وعلوم أساسية لابد من معرفتها للمتخصص لكنها تختلف عن العمل في أرض الواقع أو ربما لامست شيئا بسيطا من واقعه ويتضح ذلك في جوانب إدارة المشاريع، التخطيط العمراني ، التصميم ، الإشراف العام على التنفيذ وغيرها .
إذاً لماذا لا تتركز المناهج التطبيقية على التطبيق العملي أكثر ، أقصد أن يُخصص جزءاً كافياً من ساعتها لزيارة مواقع العمل و إستنباط الرابط بين ما ندرس وبين ما نرى . ما الذي يعيق تخصيص مواقع صغيرة غير مكلفة على أرض الجامعة تتضمن منشأة أو إثنتين لغرض التطبيق العملي والإشراف لكي يتهيأ الطالب للواقع العملي دون الحاجة لإضاعة الوقت في سبيل اكتساب الخبرة العملية من هنا وهناك.
إن قصور المناهج التطبيقية في محاكاة واقع العمل واحدة من المشاكل التي تعيق التوظيف السريع للخريجين والتي بسببها يقف أغلبهم عاجزاً أمام متطلبات الشركات التي تشترط خبرة عملية لا تقل عن خمس سنوات مثلاً .
أخيراً: هناك حاجة إلى شراكه بين الجامعات والقطاع الخاص لتوفير مناهج ومتطلبات تواكب المرحلة خصوصا مع تطلعات الوطن ورؤيته نحو تطوير مصادر الطاقة وتنوع الاقتصاد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال