الخميس, 1 مايو 2025

شهر العسل بين باريس والرياض يوفر فرصا إستثمارية لرجال أعمال فرنسا

هل ستمثل زيارة فرانسوا هولاند إلى الرياض، التي انتهت أمس الإثنين،نقطة تحول في العلاقات التجارية بين فرنسا والمملكة العربية السعودية؟ هذا هو التحدي الذي يواجه المسؤولين الفرنسيين لأنهم يعتقدون أن التقارب في وجهات النظر بين الرئيس الفرنسي والملك عبد الله، بما في ذلك القضايا السورية واللبنانية، ستزيد الفرص الاستثمارية لرجال الأعمال الفرنسيين في السوق السعودي.

و في تصريحه لصحيفة اللوموند الفرنسية ،يقول أرنو مونتبورغ أحد أعضاء الحكومة الأربعة الذين رافقوا رئيس الدولة في زيارته إلى الرياض : ” نرى أن هذه الدبلوماسية الجديدة بين البلدين ستعطي مساحة أكبر للاقتصاد الفرنسي .من جهته، لا يتمنى وزير إنعاش الإنتاجية الفرنسي “أرنو” التمتع فقط بشهر العسل بين باريس والرياض، ولكن أيضا الاستفادة من فتور العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، المورد الرئيسي لها، لاسيما بعد الاتفاق النووي الإيراني.

اقرأ المزيد

يضيف أرنو “نحن في وضع جيد جدا، على سبيل المثال: لدينا الآن مشروع بناء 16 محطة نووية بمبلغ إجمالي 70 مليار يورو، 2014 سيكون عاما حاسما من حيث القرارات” ، في مجال الطاقة النووية، تطمح السعودية أن تصل قدرتها يوما ما إلى 16 جيجاوات (ما يعادل نحو ربع أسطول النووية الفرنسية) .في هذا المنظور أيضا، وقع دومينيك لويس، رئيس ASSYSTEM وهي شركة هندسية مكونة من 10.000 مهندس وفني متخصص في المجال النووي والفضاء ” عقدا لحيازة 75٪ من شركة سعودية هندسية صغيرة ، قائلا “علينا أن نستعد لكن لا ينبغي أن نقلل من التحديات المقبلة: الأميركان في كل مكان و من الصعب جدا طردهم !!” .

في مجال عقود وزارة الدفاع ، فالأمر ممكن و متعدد، وقعت شركة DCNS عقدا بقيمة 1.3 مليار دولار لصيانة فرقاطات أسطول السعودية. بالإضافة إلى ذلك، تدرس المملكة شراء طوافات وفرقاطات حديثة .وتتفاوض شركة تاليس على عقد الدفاع الجوي ب3مليار دولار ،كما أظهرت فرنسا فعالية أقمارها الصناعية “هيليوس” للمراقبة العسكرية أثناء حملتها الجوية على ليبيا في عام 2011، والسعودية تفكر في شراء واحدة.

في المقابل ،حث الرئيس هولاند السعوديين على الاستثمار أكثر في فرنسا ،ووعدهم ب”الاستقرار المالي” و “تبسيط الإجراءات الإدارية”. وبما أن مشاريع البنية الأساسية الضخمة لا تزال قيد التطوير في المملكة، ، فإن هذا هو مجال تميز الشركات الفرنسية : الطاقة، والنقل ، والبيئة والغذاء.

تجدر الإشارة إلى ازدياد التبادل التجاري بين البلدين في الخمس سنوات الأخيرة ،ليصل إلى 8.7 مليار يورو في عام 2012، مما يجعل الرياض الشريك الاقتصادي الثاني لباريس في الشرق الأوسط، بعد تركيا. ولقد انخفضت الصادرات بنسبة 21٪ في عام 2011، بسبب انخفاض مبيعات معدات الطائرات، لتعود المبيعات الفرنسية للارتفاع مرة أخرى في عام 2012 بزيادة 2.3% أي 3.2 مليار يورو ولتتميز في عام 2013 بفضل شركة فيوليا، التي فازت بعقد لبناء محطة لتحلية المياه، في الميزانية بنحو 300 مليون يورو وشركة ألستوم التي تم اختيارها لبناء مترو الرياض ب1.2 مليار يورو. هذه النجاحات سبقها خيبات أمل قاسية عند فشل ألستوم في الحصول على عقد TGV مكة-المدينة الذي كان من نصيب الأسبان ، وكذلك فشل شركة تاليس في مشروع مراقبة الحدود لكن اليوم أمر الملك وزرائه بإعطاء الأولوية لفرنسا.

ذات صلة



المقالات