الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في عام 2001 بدأ العالم يتحدث عن دول Bric” ” أي البرازيل وروسيا والهند والصين كقوى محتملة للاقتصاد العالمي القادم، وقد صاغ هذا المصطلح الاقتصادي جيم أونيل، الذي حدد اليوم مصطلح آخر ألا وهو دول “النعناع” أي المكسيك وإندونيسيا ونيجيريا وتركيا التي يعتقد بأنها عمالقة الاقتصاد الناشئ.
القاسم المشترك بين هذه الدول أي “دول البريك والنعناع” هو “الانفجار السكاني بمعنى الزيادات الكبيرة في أعداد السكان”،وعلى الأقل في 20 عاما المقبلة، ستشهد التركيبة السكانية “الداخلية” ارتفاعا في عدد الأشخاص المؤهلين للعمل بالنسبة لأولئك غير المؤهلين.
وتوضح الصورة الآتية وفقا للبنك الدولي، معدل ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي في عام 2012 في دول النعناع ومقارنته بمعدل ارتفاع الناتج المتوقع في هذه الدول عام 2050 :
لذلك، في حال تضافرت جهود المكسيك وإندونيسيا ونيجيريا وتركيا وتم التنسيق فيما بينها، تستطيع أن تنافس الصين وتحقق أضعاف ما وصلت إليه بين عامي 2003 و 2008.
ثلاث من هذه الدول لديها قاسم مشترك آخر، أشار إليه وزير الخارجية المكسيكي خوسيه أنطونيو ميد ، وهو “الموقع الجغرافي المميز” مع تغير أنماط التجارة العالمية، على سبيل المثال، المكسيك المجاورة للولايات المتحدة، ولأميركا اللاتينية أيضا، وإندونيسيا التي تقع في قلب جنوب شرق آسيا بالإضافة إلى صلاتها العميقة مع الصين، وتركيا حلقة الوصل بين الشرق والغرب. بالنسبة لنيجيريا، تختلف جزئيا عن هذه الدول في الوقت الراهن، بسبب انعدام التنمية في أفريقيا ،لكن الأوضاع قد تتغير في المستقبل إذا توقف القتال في البلدان الأفريقية وتحسن التبادل التجاري فيما بينها.
اقتصاديا ثلاثة من دول النعناع أي ” المكسيك وإندونيسيا ونيجيريا ” من منتجي السلع الأساسية ماعدا تركيا ،وهذا يتناقض مع دول البريك حيث اثنين منها ، البرازيل وروسيا ، من منتجي السلع الأساسية أما الاثنان الآخران “الصين والهند” فلا.
من حيث الثروة، المكسيك وتركيا هي في نفس المستوى تقريبا حيث يبلغ معدل دخل الفرد سنويا حوالي 10.000 دولار أي “6.100 يورو ، مقارنة مع 3500 دولار “2100 يورو” للفرد في إندونيسيا و1500 دولار “900 يورو” للفرد في نيجيريا التي هي على قدم المساواة مع الهند. وجميع هذه الدول تتأخر قليلا عن روسيا التي يبلغ فيها معدل دخل الفرد 14000دولار “8500 يورو” ، والبرازيل 11300 دولار “6800 يورو” و الصين 6000دولار ” 3600 يورو”.
ووفقا لصندوق النقد الدولي ،يوضح الجدول الآتي معدل النمو المتوقع في متوسط دخل الفرد “بآلاف الدولارات” في كل من المكسيك وإندونيسيا ونيجيريا وتركيا في عام 2050:
2000 |
2012 |
2050 المتوقع |
|
المكسيك |
7.0 |
10.6 |
48.0 |
إندونيسيا |
8. |
3.6 |
21.0 |
نيجيريا |
2. |
1.4 |
12.6 |
تركيا |
4.1 |
10.6 |
48.5 |
التحدي رقم “1” الذي يواجه دول النعناع هو “الفساد” لكنه سبب ضعف الماضي لا ضعف المستقبل ، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية وتكاليف الطاقة وتوافرها ، وغيرها من التحديات الأخرى.
أصبحت الطاقة في كل من المكسيك ونيجيريا أولوية قصوى وأطلقت كل بلد مبادراتها الرئيسية مع بداية عام 2014 العام التي إذا ما نفذت، سوف تسرع معدلات النمو بدرجة كبيرة، فحوالي 170 مليون فرد في نيجيريا يستهلكون نفس كمية الطاقة المستخدمة من قبل حوالي 1.5 مليون فرد في المملكة المتحدة.وتقريبا كل الأعمال التجارية تملك مولدات الطاقة الخاصة بها وهذا يكلف بالطبع مبالغ طائلة.
يقول أغنى رجل في أفريقيا ،Aliko Dangote، في لقاء مع قناة BBC البريطانية “هل يمكنك أن تتخيل، هل تصدق، أن هذا البلد ينمو بمعدل 7٪ رغم عدم وجود سلطة، مع صفر سلطة؟! هذه مزحة!” .
أليكوعلى حق، فنيجيريا يمكن أن تنمو بنسبة 10-12 ٪ إذا استطاعت أن تحل مشكلة السلطة وحدها وهذا من شأنه أن يضاعف حجم اقتصادها خلال ست أو سبع سنوات.
في إندونيسيا، رابع أكبر دولة في العالم ، تعتبر السلطة والبنية التحتية هي التحديات الرئيسية ،ففي واحدة من المناطق الفقيرة في جاكرتا ،تغرق أراضي Pluit ، 20CM سنويا بسبب الإفراط في استخراج المياه في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار العقارات في أماكن أخرى من المدينة.
يقول الاقتصادي جيم : تستطيع دول النعناع الانضمام لأكبر عشر اقتصادات في العالم ، بعد الولايات المتحدة والصين و بقية بلدان البريك ، وربما اليابان ،قد يستغرق الأمر 30 عاما، أتوقع ذلك تماما كما حدث مع دول البريك قبل 12 عاما.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال