الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
استهلك العالم أكثر من 50 مليار برميل من النفط و الغاز في عام 2013، و20 مليار برميل من النفط المكتشف تقليديا :يلخص هذين الرقمين المعادلة الصعبة للحفاظ على مصدر الطاقة الأول على هذا الكوكب.
ووفقا لدراسة أجرتها أنيش كاباديا ، المحلل المالي في مصرف الاستثمار المتخصص في الطاقة “تيودور، بيكرينغ، هولت وشركاه”أن عام 2013 تخلله خيبات أمل كبيرة ومكلفة لبعض شركات النفط.
على سبيل المثال لا الحصر، إخفاق شركة تولو أويل البريطانية في عام 2013 يذكرنا مرة أخرى بأن التنقيب عن النفط مهنة عالية المخاطر، رغم ارتباط اسم هذه المجموعة بالتميز منذ اكتشافاتها على الساحل الغربي لأفريقيا “حقل الجوبيل الكبيرتحت سطح البحرفي غانا عام 2007″و في اكتشافها الجديد على الحدود الشرقية في كل من أوغندا و كينيا. لكنها لم توفق في موزامبيق ومن ثم ساحل العاج ، وأخيرا إثيوبيا.
وفي أميركا الجنوبية ، تم حفر ثلاثة آبار كبيرة بتكاليف باهظة قبالة جوايانا الفرنسية ،وهي أحد أقاليم ما وراء البحار الفرنسية التي تقع على الساحل الشمالي لأميركا الجنوبية ، بالاتفاق مع شركة شل وتوتال التي لم ينتج عنها شيء. الفشل الثاني لشركة تويل كان في شهر يوليو، عندما انخفضت أسهمها في بورصة لندن بنسبة “- 6.6 ٪ ” و في نهاية ديسمبر في هذا العام الأسود للشركة، لم تنجح أثناء التنقيب عن النفط في النرويج .
خلصت دراسة كاباديا التي تشمل 400 بئرا استكشافية إلى أن كميات النفط المكتشفة في عام 2013 كانت أقل من كميات الغاز الأكثر تكلفة عند تسليمها للمستهلك “خطوط الأنابيب أو الغاز الطبيعي المسال”والأقل ربحا من أسواق النفط الخام.
كما أن الحقول العملاقة التي حلمت بها شركات النفط :لم يتجاوز أي من هذه الاكتشافات التي تمت في عام 2013 المليار برميل من النفط المكافئ.
وكان أهم اكتشاف لشركة ENI الإيطالية في موزمبيق ، حيث اكتشفت حقلي نفط ينتج 700 مليون برميل ،الذي يأتي بعد اكتشاف Lontra في أنغولا عبر شركة Cobalt الأميركية “900 مليون “، و اكتشاف حقل في ماليزيا بواسطة شركة نيوفيلد الذي ينتج850 مليون برميل.
التنقيب عن النفط تحت سطح البحر
وتؤكد هذه الدراسة أن أكثر الهيدروكربونات المكتشفة اليوم توجد تحت سطح البحر، خاصة في المناطق العميقة “على الأقل 1500 متر تحت سطح البحر”، ووفقا لصحيفة اللوموند الفرنسية تمثل هذه الاكتشافات 10٪ من موارد العالم من النفط والغاز و 7٪ من الإنتاج الحالي “6 مليون برميل يوميا أي 90 مليون دولار”.
خالف 2013 الاتجاه السائد في السنوات الثلاث السابقة التي كانت “مثمرة للغاية”في مجال الاستكشاف وفقا لنتائج المعهد الفرنسي للنفط و الطاقة الجديدة (IFPEN)، الذي يؤكد خبرائه على أهمية بعض المناطق “المنتجة بشكل خاص”مثل حوض روفوما “موزمبيق، تنزانيا”وحوض زاغروس الذي يمتد في إيران وكردستان العراق.
وتم استكشاف ما يسمى بالمناطق “الناضجة”في خليج المكسيك وبحر الشمال، حيث اكتشف حقل يوهان سفيردروب في أوائل عام 2010 وفي عام 2011 عبر شركة Statoil النرويجية.
هذا الاحتمال “العملاق” الذي يساوي “من 1.8 إلى 2.9 مليار برميل من النفط المكافئ جدد اهتمام الشركات ببحر الشمال ، هذه المنطقة التي استثمرت على نطاق واسع منذ عام 1970، وجاءت هذه الاكتشافات كنتيجة لاسترداد شركات النفط لنفقات التنقيب في منتصف عام 2000 التي تضاعفت إلى أكثر من ثلاث مرات بين عامي 2003 و 2008 لتقترب من 65 مليار دولار”48 مليار يورو”و 90 مليار دولار في عام 2012. وإذا أضفنا إلى هذه الأرقام تكاليف الإنتاج ، ارتفع الاستثمار العالمي في مجال الاستكشاف والإنتاج في عام 2013 إلى 694 مليار دولار أميركي “508 مليار يورو”الذي كان من المفترض أن يصل إلى 750 مليار دولار.
تعكس هذه المبالغ الضخمة، في الواقع، الأهمية المتزايدة لحقول النفط المكتشفة والمستخرجة بوسائل تقنية عالية.لقد تراجع إنتاج الشركات، بما في ذلك الشركات الغربية الكبرى لعدة سنوات رغم الاستثمارات الكبيرة التي ازدادت بفضل ارتفاع أسعار النفط 100 دولار للبرميل.حقيقة أخرى ،وهي :الاكتشافات الهامة من الاحتياطيات بين عامي 2008 و 2012 ، بما في ذلك حقول النفط التي من الصعب الاستثمار فيها و التي لايمكن أن تعوض أي نقص في الحقول الناضجة ، لا تغطي إلا 40% من الاستهلاك العالمي من النفط التقليدي ، ووفقا ل fpen:12مليار برميل من النفط الخام سنويا لاستهلاك 30 مليار.
ووفقا لوكالة الطاقة الدولية “IEA”، التي درست مستوى 1600 حقل نفطي وصل إلى ذروة الإنتاج ،توصلت إلى أنه انخفض متوسط إنتاجها بمعدل 6٪ سنويا.
وفي تقريرها عام 2010، أقرت الوكالة للمرة الأولى بتراجع إنتاج النفط التقليدي “باستثناء النفط الخام الثقيل والصخر الزيتي”، وبعد ذلك بعام، حذر الرئيس التنفيذي لشركة شل، بيتر فوسر، قائلا “يجب أن يزيد إنتاج العالم ما يعادل أربعة أضعاف إنتاج السعودية أو عشرة أضعاف إنتاج بحر الشمال في العقد القادم للحفاظ على إمدادات النفط في مستواها الحالي. “.
وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية أن الانخفاض سيكون “المحرك الرئيسي للاستثمار”وإلا فإن الإنتاج اليومي سينخفض من 70 مليون برميل إلى 48 مليون في عام 2020 و17 مليون …في عام 2035.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال